responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 256

النبوّة لمن يثبت له الارتباط بالغيب.

وبين نظرة ثالثة تنفي الارتباط بالغيب، في حين تثبت الاصطفاء الإلهيّ مع النصّ. وغيرها من النظرات المختلفة المتباينة.

وكلّ هذه النظرات ناشئة من عدم تأصيل الرؤية الصحيحة المستمدّة من القرآن الكريم والسنّة القطعية في معرفة أنواع الارتباط بالغيب، وتعدّد وتنوّع المقامات اللدنّية في الدين، وأنّ الوحي لا ينحصر بالوحي النبويّ، ووحي الشريعة والتشريع، كما مرّت الإشارة إلى جملة من الدلالات القرآنيّة على ذلك.

ومن نماذج هذا الخلط ما وقعت فيه الفرقة الخطّابية [1] من انحراف، فقد زعموا أنّ الأئمّة عليهم السلام أنبياء، كما يشير إلى ذلك ما في صحيحة زياد بن سوقة، عن الحكم ابن عتيبة- من فقهاء العامّة-، قال: «دخلت على عليّ بن الحسين عليهما السلام يوماً فقال:

يا

حكم، هل تدري الآية التي كان عليّ بن أبي طالب عليه السلام يعرف قاتله بها، ويعرف بها الامور العظام التي كان يحدّث بها النّاس

؟ قال الحكم: فقلت في نفسي: قد وقعت على علم من علم عليّ بن الحسين، أعلم بذلك تلك الامور العظام قال: فقلت: لا و اللَّه لا أعلم.

قال: ثمّ قلت: الآية تخبرني بها يابن رسول اللَّه؟

قال:

هو و اللَّه قول اللَّه عزّ وجلّ: وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبيّ (ولا محدّث)، وكان عليّ بن أبي طالب محدّثاً.

فقال له رجل يقال له: عبد اللَّه بن زيد، كان أخا علي لُامّه: سبحان اللَّه محدّثاً؟! كأنّه ينكر ذلك.

فأقبل علينا أبو جعفر فقال: أما و اللَّه إنّ ابن امّك بعدُ قد كان يعرف ذلك.


[1] الخطابيّة: وهم أصحاب أبي الخطاب محمّد بن أبي زينب الأسدي الأجدع.

اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 256
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست