responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 252

والمحصّل من هذه الطوائف من الآيات وغيرها، سواء من الامم السابقة أو في هذه الامّة، هو إثبات ووجود جماعة مصطفاة ليست بأنبياء ولا رُسل يثبت لهم القرآن ارتباطاً بالغيب، وليس من سنخ النبوّة.

وراثة المقام النبويّ في التشريع:

ويدفع التساؤل الثاني أنّ هناك حقيقة قرآنية اخرى تلمسنا إيّاها الآيات القرآنيّة، وهي أنّ تفاصيل الشريعة والأحكام لا يبلغ غورها في القرآن الكريم إلّاطائفة من هذه الامّة، انتجبهم اللَّه تعالى وأورثهم الكتاب، كما أشارت الآيات السابقة التي بيّنت أنّ تأويل الكتاب خُصّ به الراسخون في العلم، الذين يحملون الكتاب كلّه بين جوانحهم.

فالكتاب الكريم كلّه آيات بيّنات لا متشابه فيه، محفوظ في صدور هؤلاء، فالمكنون الغيبيّ من الكتاب والمحفوظ لا يمسّه غيرهم إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ* فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ* لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ [1].

وأنّ هؤلاء هم الذين اصطفاهم الباري لوراثة علم الكتاب، حيث قال تعالى:

وَ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ* ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ [2].

فالعباد الذين اصطفى اللَّه بعضاً منهم لا كلّهم على ثلاثة أصناف: فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ، و: وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ متوسّط في سبيل الخير، وثالث وهو الذي اصطفى وهو سابِقٌ بِالْخَيْراتِ، قد أورثه اللَّه الكتاب، وهذه الوراثة هي


[1] الواقعة: 77- 79.

[2] فاطر: 31- 32.

اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 252
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست