اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد الجزء : 1 صفحة : 247
وممّا يشير إلى ارتكاز هذه المعرفة عند الرعيل الأوّل بسبب بيانات القرآن الكريم النازلة في حقّها عليها السلام وبيانات النبيّ صلى الله عليه و آله ما رواه ابن مردويه عن أنس بن مالك وبُريدة قال: «قرأ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله هذه الآية: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ فقام إليه رجل فقال: أي بيوت هذه يا رسول اللَّه؟
فقال صلى الله عليه و آله:
بيوت الأنبياء.
فقام إليه أبو بكر فقال: يا رسول اللَّه، هذا البيت منها؟ لبيت عليّ وفاطمة؟
فإنّ تساؤل أبي بكر عن بيت عليّ وفاطمة عليهما السلام هل هي من بيوت الأنبياء؟ مع أنّه من الواضح أنّ عليّاً وفاطمة ليسا من الأنبياء ولكن المرتكز عند الخليفة من أنّ حجّية عليّ وفاطمة عليهما السلام وولايتهما في مصاف حجّية الأنبياء.
و هذا الحديث النبويّ هو أحد الموارد التي تبيّن وتوضّح بيان القرآن الكريم الوارد في إعظام شأن عليّ وفاطمة عليهما السلام وتبيان النبيّ صلى الله عليه و آله لهذا المقام.
فإنّ هذه المقولة تبيّن ما حفظه عن النبيّ صلى الله عليه و آله، وعرفه الصحابة من بيانات القرآن في شأنها، من أنّ علمها كعلم أصحاب الكساء لدنّياً، يفيض من مكنون اللوح المحفوظ، حيث يشير إلى ذلك قوله تعالى: إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ* فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ* لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ* تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ[2]، وهو ما يشير إليه القرآن أيضاً في موضعآخر: بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ* فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ)[3]، مضافاً إلى آية التطهير.
خامساً: قوله بعد ذلك في وصفها عليها السلام: «أنت معدن الحكمة... وركن الدين
[1] الدرّ المنثور للسيوطي: 5: 50، ذيل الآية 36 من سورة النور.