فهي عليها السلام تشير إلى السبب الذي به يحصل وراثة المقامات النبويّة أي تشير إلى ما مفاد الآية، من أنّه لا يرث مقام النبيّ صلى الله عليه و آله ومناصبه وصلاحياته أحد من رجال هذه الامّة، لأنّه لم تثبت بينه وبينهم عُلقة الرَّحِم، والتي هي سبب أصليّ للوراثة، إذا توفّرت فيها شرائط الوراثة المعنويّة الملكوتيّة، والتي تقدّمت الإشارة إلى بيانها وتعدادها.
نظير ما فيقوله تعالى: النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ أَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُهاجِرِينَ[3]، حيث خصّت مقام الولاية العامّة للنبيّ بأولاهم به رَحِماً، دون بقيّة المؤمنين والمهاجرين.
فلسان الآيتين واحدٌ، وكلّ منهما من سورة واحدة، وهي الأحزاب. ولنذكر عدّة نصوص تاريخية قبل الخوض في دلالة الآية: