responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 194

بهم، والتي أشار إليها القرآن الكريم.

فإذا كان جميع الملائكة كلّهم أجمعون قد امروا بطاعة خليفة اللَّه تعالى، وكانت قدراتهم رهن إشارته، كان هذا سلطاناً وملكاً عظيماً، يفوق ملك سليمان عليه السلام.

ففي صحيحة بُريد العجلي: عن أبي جعفر عليه السلام، في قول اللَّه عزّ وجلّ:

فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً [1].

قال:

جعل منهم الرُّسل والأنبياء والأئمّة، فكيف يُقرّون في آل إبراهيم وينكرونه في آل محمّد

؟ قال: قلت: وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً.

قال:

المُلك العظيم أن جعل فيهم أئمّة، من أطاعهم أطاع اللَّه، ومن عصاهم عصى اللَّه، فهو المُلك العظيم» [2].

وسيأتي في معنى الحسد ما يدلّ على حساسيّة مقام الملك العظيم، الذي أوتيته هذه الجماعة من الناس في الامّة الإسلامية، والذين هم من آل النبيّ صلى الله عليه و آله.

المحطّة الرابعة: الجمع بين الملك والنبوّة لآل إبراهيم:

ثمّ إنّ الآية تركّز على أمر آخر، وهو الجمع في مواهب اللَّه تبارك وتعالى بين إيتاء النبوّة والحكمة والملك، وأنّ الحُسّاد ينكرون على آل محمّد صلى الله عليه و آله وبني هاشم بأن جمع اللَّه لهم بين النبوّة والخلافة، و (الإمامة)، فليس الجمع بين هذه المقامات بِدْعاً في السُّنن الإلهيّة، بل هي سنّة إلهية في جميع بيوتات الأنبياء، كما سبق الإشارة إليه في حديث الدار، من أنّه ما بُعث نبيٌّ إلّاوبُعث من بيته وصياً، ووزيراً، ووارثاً، وخليفة له.


[1] النساء: 54.

[2] الكافي، الشيخ الكليني، 1: 206، الحديث 5، ط دار الكتب الإسلامية- طهران.

اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 194
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست