responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 193

عملاقة، و ذلك لأنّه مهما كانت فمن الصعوبة بمكان أن يتخلّى عنها الإنسان أو الامم والمجتمعات.

من هنا فقد وُصف ذلك الملك الذي آتاه اللَّه تعالى آل إبراهيم بالملك العظيم، مع أنّ اللَّه تعالى يصف متاع الحياة الدنيا برمّته بأنّه متاع قليل.

ثم إنّ المُلك في أصل الوضع اللغويّ يفيد السلطة والقدرة والاقتدار، وهذه القدرة بحسب وصفها بالعظمة يفيد أنّها قدرة غالبة على كلّ القدرات الموجودة على الأرض.

والذي يمكن أن يكون تفسيراً لهذا الملك العظيم هو ما أشارت إليه روايات أهل البيت عليهم السلام في قوله تعالى في وصف خليفة اللَّه في الأرض، أي المجعول إماماً من قِبَلِه تعالى للناس، في قوله تعالى: وَ إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ... وَ إِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبى وَ اسْتَكْبَرَ [1].

وفي موضع آخر قوله تعالى: إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ* فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ* فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ [2]، وغيرها من السور التي تبيّن أنّ جميع الملائكة قد أُمروا بالخضوع والطاعة والانقياد والاتّباع لخليفة اللَّه في الأرض، مع أنّ القرآن الكريم قد وصف للملائكة كثيراً من القدرات الهائلة في الكون، نظير الإماتة، والإحياء، والتدبير، والوحي، وكتابة الأعمال، والعذاب، حتّى أنّ بعض الملائكة كجبرئيل وُصف في قوله تعالى: ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ* مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ [3]، وغيرها من القدرات والأدوار التي انيطت


[1] البقرة: 30.

[2] البقرة: 30.

[3] ص: 71- 73.

اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 193
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست