responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 17

قد يفهم منها معنى بسيطاً جدّاً، وهو كونها مديحاً وثناءاً وتقديراً وشكراً، في حين يغفل عن حقيقتها، وعن أنّها مراتب في الحجّية، ومواقع مناصب في الدين الحنيف، بعد الالتفات إلى القالب الحقيقي الذي انطوت عليه خصوصيّة تلك الفضيلة، وأنّ المادح وصاحب الأخبار هو الباري تعالى، الذي لا زلل ولا خطل في قوله، ولا باطل فيما يستهدفه من كلامه.

وبعبارة اخرى: إنّ الفضيلة لغة من لغات الحكمة العمليّة والنظرية، إلّاأنّ لها وجهاً آخراً، بلغة اخرى مترجمة وموازية لها، فهي وجوه متعدّدة لحقيقة واحدة، و ذلك لأنّ الفضيلة ترادف الكمال، وبيان الكمال من قبل اللَّه تعالى ووصفه لبعض أفراد البشر هو في الحقيقة بيان لكون ذلك البعض هو من الصفوة التي اختارها اللَّه تعالى، وانتخبها واصطفاها، كما أنّه تبيان للمؤهّلات التي أودعها اللَّه تعالى وقدّرها فيهم، وذكرُ هذه الصفات لهم هو لسان آخر لبيان حجّيتهم من قِبله تعالى على البشر.

أضف إلى ذلك أنّها بيان إلى أنّهم وسائط بينه تعالى وبين خلقه أيضاً، إذ في هذا البيان إيضاح لدنوّ درجتهم منه تعالى.

وبكلمة: إنّ أسلوب ذكر الفضائل ينطوي على مداليل اخرى، أُعرض عن التصريح بها صيانة لبقائها، وحفاظاً عليها من يد التحريف والطمس والتلاعب.

مضافاً إلى أنّها لغة أسهل فهماً لعموم الناس من اللغات والأساليب الاخرى القانونيّة والحقوقيّة، ذات القوالب والأُطر المعرفيّة التي يصعب إدراكها على عموم الناس، هذا مع ما لهذه اللغة من تأثير في سهولة الحفظ في الذاكرة البشريّة، لانسيابيّتها مع الإدراك الإجمالي للفطرة.

ولكنّ اللازم على الباحثين والدارسين في العلوم التخصّصية، تحليل وتفكيك قوالب هذه اللغة، والقيام بترجمتها إلى اللغات العلميّة الاخرى، والتي بها يتمّ إرساء قواعد العقيدة والشريعة، وتمييز الراعي من الرعيّة، والوليّ المنصوب من المولّى

اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 17
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست