وقوله تعالى على لسان زكريّا عليه السلام: فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا* يَرِثُنِي وَ يَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَ اجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا[5].
الرابع: مَن ينتهي إليه الشيء، أو انتهاء شيء إلى شيء، فالوراثة هي انتهاء الشيء إليه، كما في قوله تعالى: وَ لِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ[6].
والمراد في المقام من الوراثة هو المعنى الثالث، أي الوراثة بالمعنى الشامل للوراثة المادّية والمعنويّة، و ذلك لجملة من الشواهد التي سيأتي بيانها، وإن كانت وراثة الكتاب قد استعملت في موضع آخر من القرآن في المعنى الثاني والرابع، كما في قوله تعالى: وَ إِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ[7].