حلاله و حرامه»[1]و قال: «ماأجد أحدا أحيى ذكرنا إلّا زرارة و أبو
بصير ليث، و محمد بن مسلم، و بريد، و لو لا هؤلاء ما كان أحد يستنبط هذا، ثم قال:
هؤلاء حفاظ الدين، و أمناء أبي، على حلال اللّه و حرامه و هم
السابقون إلينا في الدنيا، و السابقون إلينا في الآخرة»[2]و قال عليه السّلام: «بشّرالمخبتين بالجنّة[3]ثم ذكر الأربعة، و قال- في كلام طويل ذكرهم فيه-: كان أبي ائتمنهم
على حلال اللّه و حرامه، و كانوا عيبة علمه، و كذلك اليوم هم عندي مستودع سري، و
أصحاب أبي حقا، و هم نجوم شيعتي أحياء و أمواتا، بهم يكشف اللّه كل بدعة، ينفون عن
هذا الدين انتحال المبطلين، و تأويل الغالين ... الخ»[4]إلى غير ذلك من كلماته الشريفة التي أثبتت لهم من الفضل و الشرف و
الكرامة و الولاية، ما لا تسع بيانه عبارة، و مع ذلك فقد رماهم أعداء أهل البيت
بكل إفك مبين، كما فصّلناه في كتابنا مختصر الكلام في مؤلفي الشيعة من صدر
الإسلام[5]. و ليس ذلك بقادح في
سمو مقامهم، و عظيم خطرهم عند اللّه و رسوله و المؤمنين، كما أن حسدة الأنبياء ما
زادوا أنبياء اللّه إلّا رفعة، و لا أثروا في شرائعهم إلّا انتشارا عند أهل الحق،
و قبولا في نفوس اولي الألباب.
و قد انتشر العلم في أيام الصادق عليه السّلام بما لا مزيد عليه، و
هرع إليه شيعة آبائه عليهم السّلام من كل فجّ عميق، فأقبل عليهم بانبساطه، و
استرسل إليهم بأنسه، و لم يأل جهدا في تثقيفهم، و لم يدّخر وسعا في إيقافهم على
أسرار العلوم،