نبذه إليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، لاعتقله و سار
بهم سيرا سجحا لا يكلم خشاشه، و لا يتتعتع راكبه، و لأوردهم منهلا رويا فضفاضا[1]تطفح ضفتاه، و لا
يترنق جانباه، و لأصدرهم بطانا[2]و نصح لهم سرا و إعلانا، غير متحل منهم بطائل إلّا بغمر الناهل[3]و ردعة سورة
الساغب[4]و لفتحت عليهم
بركات من السماء و الأرض، و سيأخذهم اللّه بما كانوا يكسبون، ألا هلم فاستمع و ما
عشت أراك الدهر عجبا، و إن تعجب، فقد أعجبك الحادث إلى أي لجأ لجئوا؟ و بأي عروة
تمسكوا، لبئس المولى و لبئس العشير، بئس للظالمين بدلا، استبدلوا و اللّه الذنابى
بالقوادم، و العجز بالكاهل، فرغما لمعاطس قوم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ألا أنهم هم
المفسدون و لكن لا يشعرون، و ويحهمأَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ
أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ[5] ...» إلى آخر
الأمة في أمور دينها و دنياها، و المعنى: أنهم لو تساووا جميعا في
الانقياد بذلك الزمام، و الاستسلام إلى ذلك القائد العام، لاعتقله أي وضعه بين
ركابه، و ساقه كما يعتقل الرمح، و سار بهم سيرا سجحا أي سهلا لا يكلم خشاشة أي لا
يجرح أنف البعير، و الخشاش: عود يجعل في أنف البعير يشد به الزمام و لا يتتعتع
راكبه أي لا يصيبه أذى. (منه قدّس سرّه).