و قوله عليه السّلام من خطبة أخرى يعجب فيها من مخالفيه: فيا عجبي! و
ما لي لا أعجب من خطأ هذه الفرق على اختلاف حججها في دينها، لا يقتصون أثر نبي، و
لا يقتدون بعمل وصي ... الخطبة[1][2].
[2- احتجاج الزهراء عليها السلام.]
2- و للزهراء عليها السّلام حجج بالغة، و خطبتاها في ذلك سائرتان، كان
أهل البيت يلزمون أولادهم بحفظهما كما يلزمونهم بحفظ القرآن، و قد تناولت أولئك
الذين نقلوا البناء عن رصّ أساسه فبنوه في غير موضعه، فقالت:
«ويحهم! أنّى زحزحوها- أي الخلافة- عن رواسي الرسالة؟! و قواعد النبوة، و
مهبط الروح الأمين، الطّبن[3]بامور الدنيا و الدين، ألا ذلك الخسران المبين، و ما الذي نقموا من
أبي الحسن؟ نقموا و اللّه منه نكير سيفه، و شدة وطأته، و نكال وقعته، و تنمّره في
ذات اللّه، و تاللّه! لو تكافئوا[4]على زمام
[1]راجعها في ص 145 من الجزء الأول من النهج و هي الخطبة 84. (منه
قدّس سرّه).
[2]يوجد في نهج البلاغة للإمام علي من الخطبة 87 ج 1 ص 151 ط مصر و ج
1 ص 154 ط الاستقامة بمصر، و ج 1 ص 157 ط دار الأندلس، شرح نهج البلاغة لابن أبي
الحديد: ج 6 ص 384 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل، و ج 2 ص 133 اوفست بيروت على ط 1
بمصر و راجع في مطالبة حقه ما تقدّم في المراجعة 82 ص 509 هامش 1.
و قال الإمام علي عليه السّلام لما عزموا على بيعة عثمان: «لقدعلمتم أني أحق الناس بها من غيري و و اللّه لأسلمن ما سلمت أمور
المسلمين و لم يكن فيها جور ...».
يوجد في نهج البلاغة للإمام علي، من كلام له برقم 71 ج 1 ص 120 ط
الاستقامة بمصر، و ج 1 ص 129 ط الأندلس في بيروت.