مسلم في آخر الوصايا من صحيحه أيضا[1]؛ و رواه أحمد من حديث ابن عباس في
مسنده[2]؛
و سائر أصحاب السنن و الأخبار، و قد تصرفوا فيه إذ نقلوه بالمعنى،
لأن لفظه الثابت: «إنالنبي يهجر»، لكنهم ذكروا أنه قال: «إنالنبي قد غلب عليه الوجع» تهذيبا للعبارة، و تقليلا لما يستهجن منها،
و يدل على ذلك ما أخرجه أبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري في كتاب السقيفة[3]بالإسناد إلى ابن
عباس، قال: «لماحضرت رسول اللّه الوفاة، و في البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب، قال
رسول اللّه: «ائتونيبدواة و صحيفة أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده»، (قال): فقال عمر كلمة
معناها: أن الوجع قد غلب على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، ثم قال:
عندنا القرآن حسبنا كتاب اللّه، فاختلف من في البيت و اختصموا، فمن قائل: قربوا
يكتب لكم النبي، و من قائل ما قال عمر، فلما أكثروا اللغط و اللغو و الاختلاف غضب
صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فقال: قوموا ... الحديث»[4]و تراه صريحا بأنهم إنما نقلوا معارضة عمر بالمعنى لا بعين لفظه.
و يدلك على هذا أيضا أن المحدثين حيث لم يصرحوا باسم المعارض يومئذ،
نقلوا المعارضة بعين لفظها، قال البخاري في باب جوائز الوفد من كتاب الجهاد و
السير من صحيحه[5]: حدثنا
قبيصة حدّثنا ابن عيينة عن سلمان
[3]كما في ص 20 من المجلد الثاني من شرح النهج للعلّامة المعتزلي.
(منه قدّس سرّه).
[4]يوجد في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 6 ص 51 ط مصر بتحقيق
محمد أبو الفضل، و ج 2 ص 20 ط 1 بمصر و أوفست بيروت، و ج 2 ص 294 ط دار مكتبة
الحياة، و ج 2 ص 30 ط دار الفكر في بيروت.