البحث عن السبب في تقديم حديث أمّ سلمة عند التعارض.
لم تكتف- سلّمك اللّه- في تقديم حديث أمّ سلمة على حديث عائشة رضي
اللّه عنهما بما ذكرت سابقا، حتى زعمت أن ما لم تذكره من الوجوه المقتضية لذلك
أكثر مما ذكرت، فهاتها رحمك اللّه على كثرتها، و لا تستأثر بشيء منها، فإن المقام
مقام بحث و إفادة، و السلام.
س
المراجعة- 78- 22 صفر سنة 1330
الأسباب المرجّحة لحديث أمّ سلمة مضافا إلى ما تقدم.
إن السيدة أمّ سلمة لم يصغ قلبها بنص الفرقان العظيم، و لم تؤمر
بالتوبة في محكم الذكر الحكيم[1][2]و لا نزل القرآن بتظاهرها على النبي، و لا
[1]إشارة إلى قوله تعالى في سورة التحريم:إِنْ تَتُوبا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما (منه قدّس سرّه).
[2]عائشة تؤمر بالتوبةالكشاف للزمخشري: ج 4 ص 566 ط بيروت، التسهيل لعلوم التنزيل
للكلبي: ج 4 ص 131، فتح البيان لصديق حسن خان: ج 9 ص 480، تفسير الفخر الرازي: ج 8
ص 232، تفسير أبو السعود بهامش تفسير الرازي: ج 8 ص 232، الدر المنثور للسيوطي: ج
6 ص 239 و 342، تفسير القرطبي: ج 18 ص 177 و 188، فتح القدير للشوكاني: ج 5 ص 250،
تفسير ابن كثير: ج 4 ص 387 و 388.