أخرج هذا الحديث على وجه التفصيل، و قد جاء فيما رواه: إن بريدة لما
قدم من اليمن و دخل المسجد وجد جماعة على باب حجرة النبي صلّى اللّه عليه و آله و
سلّم فقاموا إليه يسلّمون عليه و يسألونه، فقالوا: ما وراءك؟ قال: خير، فتح اللّه
على المسلمين، قالوا: ما أقدمك؟ قال: جارية أخذها علي من الخمس، فجئت لأخبر النبي
بذلك، فقالوا: أخبره أخبره، يسقط عليا من عينه، و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و
آله و سلّم يسمع كلامهم من وراء الباب، فخرج مغضبا فقال: «مابال أقوام ينتقصون عليا؟ من أبغض عليا فقد أبغضني، و من فارق عليا
فقد فارقني، إن عليا منّي، و أنا منه، خلق من طينتي، و أنا خلقت من طينة إبراهيم،
و أنا أفضل من إبراهيم[1]ذرية بعضها من بعض، و اللّه سميع عليم، يا بريدة أ ما علمت أن لعلي
أكثر من الجارية التي أخذ. و أنه وليكم بعدي»[2][3]و هذا الحديث مما لا ريب في صدوره، و طرقه إلى بريدة كثيرة، و هي
معتبرة بأسرها.
[4- حديث الخصائص العشر.]
4- و مثله ما أخرجه الحاكم عن ابن عباس من حديث جليل[4]،
ذكر فيه
[1]لما أخبر أن عليا خلق من طينته صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و هو
بحكم الضرورة أفضل من علي، كان قوله: «وأنا خلقت من طينة إبراهيم» مظنة
لتوهم أن إبراهيم أفضل منه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و حيث إن هذا مخالف للواقع
صرح بأنه أفضل من إبراهيم دفعا للتوهم المخالف للحقيقة. (منه قدّس سرّه).
[2]إن ابن حجر نقل هذا الحديث عن الطبراني في ص 103 من صواعقه أثناء
كلامه في المقصد الثاني من مقاصد الآية 14، من الآيات التي ذكرها في الباب 11 من
الصواعق، لكنه لما بلغ إلى قوله: «أما علمت أن لعلي أكثر من الجارية»،
وقف قلمه، و استعصت عليه نفسه، فقال إلى آخر الحديث، و ليس هذا من أمثاله بعجيب، و
الحمد للّه الذي عافانا. (منه قدّس سرّه).
[3]يوجد في ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: ص 272 ط إسلامبول، و ص 326
ط الحيدرية، مجمع الزوائد: ج 9 ص 128.
[4]أخرجه الحاكم في أول ص 134 من الجزء 3 من المستدرك. و الذهبي في
تلخيصه معترفا بصحته.
و النسائي في ص 6 من الخصائص العلوية. و الإمام أحمد في ص 331 من
الجزء الأول من مسنده. و قد أوردناه بلفظه في أول المراجعة 26. (منه قدّس سرّه).