معجميهما، و الباوردي في المعرفة، و ابن عدي[1]، و غيرهم، و الحديث طويل قد اشتمل على
كيفية المؤاخاة، و في آخره ما هذا لفظه:
فقال علي: «يارسول اللّه لقد ذهب روحي، و انقطع
ظهري، حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت، غيري، فإن كان هذا من سخط عليّ فلك العتبى
و الكرامة، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: و الذي بعثني بالحق ما
أخّرتك إلّا لنفسي، و أنت منّي بمنزلة هارون من موسى، غير أنه لا نبي بعدي، و أنت
أخي و وارثي، فقال: و ما أرث منك؟ قال: ما ورث الأنبياء من قبلي كتاب ربّهم و سنّة
نبيّهم، و أنت معي في قصري في الجنة مع فاطمة ابنتي، و أنت أخي و رفيقي، ثم تلا
صلّى اللّه عليه و آله و سلّمإِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ[2]المتحابين في اللّه ينظر بعضهم إلى بعض»[3].
و حسبك مما جاء في المؤاخاة الثانية ما أخرجه الطبراني في الكبير عن
ابن عباس من حديث جاء فيه: إن رسول اللّه قال لعلي: «أغضبتعليّ حين آخيت
[1]نقله عن كل من هؤلاء الأئمة جماعة من الثقات الأثبات، أحدهم المتقي
الهندي في أول ص 41 من الجزء الخامس من كنز العمال، و هو الحديث 919، فراجع. (منه
قدّس سرّه).