responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المراجعات المؤلف : شرف الدين الموسوي، السيد عبد الحسين    الجزء : 1  صفحة : 27

أما الجند فطفق يسأل عني، و استوقف الصغار من أفراخي مع عمّهم السيد محمد و خالهم السيد حسن، حتى يستنطقهم و السيف مصلت فوق رءوسهم، و لكنهم أجمعوا على أني في دمشق، و لما استيأسوا من العثور عليّ تفرّقوا في القرية يأكلون و يشربون و يحطّمون، و لم يغادروا «شحورا» قبل أن يحرقوا الدار ... فحكم عليّ بالنفي المؤبّد مع مصادرة ما أملك. و قد احتلّوا دارنا في صور بعد أن صيح نهبا في حجراتها، فعظمت المصيبة و جلّت الرزية بنهب المكتبة الحافلة بكتبها القيّمة، و فيها من نفائس الكتب المخطوطة ما لا يكاد يوجد في غيرها، و كان لي فيها كتب استفرغت في تأليفها زهرة حياتي و أشرف أوقاتي، فإنّا للّه و إنا إليه راجعون‌ [1].

ثمّ إنه شرّد به- طاب ثراه- مع أهله و ذويه الى دمشق، فبقي بها مدة و انتقل منها الى فلسطين، و منها الى مصر، و هو في جميع هذه الأحوال متنكّر وراء كوفيّة و عقال على نسق المألوف من الملابس الصحراوية اليوم، حتى إذا قصد الهجرة الى العراق أرسل إليه بأمان و طلب منه العودة الى وطنه، و كانت العودة يوم الجمعة 18 شوال سنة (1339 ه).

و الخلاصة: إنه لما يئست قوات الاحتلال من القبض عليه، عادت فسلّطت النار على داره في «شحور» فتركتها هشيما تذروه الرياح، ثم احتلت داره الكبرى الواقعة في «صور» بعد أن أباحتها للأيدي الأثيمة تعيث فيها سلبا و نهبا، حتى لم تترك فيها غاليا و لا رخيصا، و كان أوجع ما في هذه النكبة تحريقهم مكتبته العامرة بكلّ ما فيها من نفائس الكتب و أعلاقها، و منها


[1] بغية الراغبين: 2/ 163.

اسم الکتاب : المراجعات المؤلف : شرف الدين الموسوي، السيد عبد الحسين    الجزء : 1  صفحة : 27
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست