النار دعا» و دونك حديثه في الأطعمة من صحيح مسلم عن عبد الرحمن بن
أبي ليلى، رواه عنه سفيان بن عيينة. مات رحمه اللّه تعالى سنة ست و ثلاثين و مائة،
و له تسعون سنة تقريبا.
100- أبو عبد اللّه الجدلي،
ذكره الذهبي في الكنى، و وضع على عنوانه (دت) إشارة إلى أنه من رجال
أبي داود و الترمذي في صحيحيهما، ثم وصفه، بأنه شيعي بغيض، و نقل عن الجوزجاني
القول: بأنه كان صاحب راية المختار، و نقل عن أحمد توثيقه[1]و عدّه الشهرستاني من رجال الشيعة في كتاب الملل و النحل[2]و ذكره ابن قتيبة
في غالية الرافضة من معارفه[3]، و دونك حديثه في صحيحي الترمذي و أبي داود و سائر مسانيد السنّة[4]،
و ذكره ابن سعد في طبقاته[5]فقال: كان شديد التشيّع، و يزعمون أنه كان على شرطة المختار، فوجّهه
إلى عبد اللّه بن الزبير في ثمانمائة ليوقع بهم، و يمنع محمد ابن الحنفية مما أراد
به ابن الزبير ... الخ. حيث كان ابن الزبير حصر ابن الحنفية و بني هاشم، و أحاطهم
بالحطب ليحرقهم، إذ كانوا قد امتنعوا عن بيعته، لكن أبا عبد اللّه الجدلي أنقذهم
من هذا الخطر، فجزاه اللّه عن أهل نبيه خيرا.
و هذا آخر من أردنا ذكرهم في هذه العجالة، و هم مائة بطل من رجال
الشيعة، كانوا حجج السنّة و عيبة علوم الأمة، بهم حفظت الآثار النبوية، و عليهم
مدار الصحاح و السنن و المسانيد، ذكرناهم بأسمائهم، و جئنا بنصوص أهل السنة على
تشيعهم، و الاحتجاج بهم، نزولا في ذلك على حكمهم، و أظن