منصورا بمكة قال: و أظنه من هذه الخشبية، و ما أظنه كان يكذب ...
الخ.
قلت: ألا هلم فانظر إلى الاستخفاف و التحامل و الامتهان و العداوة
المتجلية من خلال هذه الكلمة بكل المظاهر، و ما أشدّ دهشتي عند وقوفي على قوله: و
ما أظنه يكذب، وي، وي!! كأن الكذب من لوازم أولياء آل محمد، و كأن منصورا جرى في
الصدق على خلاف الأصل، و كأن النواصب لم يجدوا لشيعة آل محمد اسما يطلقونه عليهم
غير ألقاب الضعة، كالخشبية و الترابية، و الرافضة، و نحو ذلك، و كأنهم لم يسمعوا
قوله تعالى:وَ لا
تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ[1]. و قد ذكر ابن قتيبة
الخشبية في كتابه المعارف فقال: هم من الرافضة، كان إبراهيم الأشتر لقي عبيد اللّه
بن زياد، و أكثر أصحاب إبراهيم معهم الخشب فسموا بالخشبية ... الخ[2].
قلت: إنما نبزوهم بهذا توهينا لهم، و استهتارا بقوتهم و عتادهم، لكن
هؤلاء الخشبية قتلوا بخشبهم سلف النواصب، ابن مرجانة، و استأصلوا شأفة أولئك المردة
قتلة آل محمدفَقُطِعَ
دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ[3]،
فلا بأس بهذا اللقب الشريف، و لا بلقب الترابية نسبة الى أبي تراب،
بل لنا بهما الشرف و الفخر. شط بنا القلم، فلنرجع إلى ما كنا فيه فنقول:
اتفقت الكلمة على الاحتجاج بمنصور، و لذا احتجّ به أصحاب الصحاح