و كان عباد يقول: من لم يتبرّأ في صلاته كل يوم من أعداء آل محمد حشر
معهم، و قال: إن اللّه تعالى لأعدل من أن يدخل طلحة و الزبير الجنة، قاتلا عليا بعد
أن بايعاه، و قال صالح بن جزرة: كان عباد بن يعقوب يشتم عثمان، و روى عبادان
الأهوازي عن الثقة: أن عباد بن يعقوب كان يشتم السلف[1].
قلت: و مع ذلك كله فقد أخذ عنه أئمة السنّة، كالبخاري، و الترمذي، و
ابن ماجة، و ابن خزيمة، و أبو داود[2]، فهو شيخهم و محل ثقتهم، و ذكره أبو حاتم فقال- على تعنّته- شيخ ثقة،
و ذكره الذهبي في ميزانه فقال: من غلاة الشيعة و رءوس البدع، لكنه صادق في الحديث،
ثم استرسل فنقل كل ما ذكرناه من أحواله[3]روى عنه البخاري بلا واسطة في التوحيد من صحيحه.
و مات رحمه اللّه تعالى في شوال سنة خمسين و مائتين، و كذب القاسم بن
زكريا المطرز، فيما نقله عن عباد مما يتعلق في حفر البحر و جريان مائه[4]،
نعوذ باللّه من إرجاف المرجفين بالمؤمنين، و اللّه المستعان على ما
يصفون.
47- عبد اللّه بن داود،
أبو عبد الرحمن الهمداني الكوفي، سكن الحربية من البصرة، و عدّه ابن
قتيبة من رجال الشيعة في معارفه[5]و احتجّ به البخاري
ج 2 ص 428 و ج 5 ص 110، كنوز الحقائق للمناوي بهامش الجامع الصغير
للسيوطي: ج 1 ص 16 ط الميمنية، تاريخ أبي الفداء: ج 2 ص 61، مقتل الحسين للمقرّم ص
7 ط 4 الآداب. و هذا الحديث صحيح السند، راجع الغدير للأميني: ج 10 ص 142- 148.
[1]الميزان للذهبي: ج 2 ص 379، تهذيب التهذيب: ج 5 ص 109.