responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : علم البيان المؤلف : عبد العزيز عتيق    الجزء : 1  صفحة : 83

و مراد أبي تمام أن يصف هذا المكان بأنه كان حسنا ثم زال عنه حسنه فقال بأن العين كانت تلتذ بالنظر إليه كالتذاذ السائمة بالمرعى، فإنه كان يشبب به في الأشعار لحسنه و طيبه. و إذا قدرنا الأداة هنا قلنا: كأنه كان للعين مرعى و للنسيب منزلا و مألفا.

وجه الشبه‌

وجه الشبه هو المعنى الذي يشترك فيه طرفا التشبيه تحقيقا أو تخييلا.

و المراد بالتحقيق هنا أن يتقرر المعنى المشترك في كل من الطرفين على وجه التحقيق. و ذلك نحو تشبيه الرجل بالأسد. فالشجاعة هي المعنى المشترك أو الصفة الجامعة بينهما، و هي على حقيقتها موجودة في الإنسان. و إنما يقع الفرق بينه و بين الأسد الذي شبّه به من جهة قوة الشجاعة و ضعفها.

و زيادتها و نقصانها.

و مثل ذلك تشبيه الشعر بالليل و وجه الشبه هنا هو السواد و هو مأخوذ من صفة موجودة في كل واحد من الطرفين وجودا حقيقيا، و إن كان من فرق في الصفة فهو في درجة قوتها و ضعفها.

و المراد بالتخييل أن لا يمكن وجوده في المشبه به إلا على سبيل التأويل و التخييل كقول القاضي التنوخي:

و كأن النجوم بين دجاها

سنن لاح بينهنّ ابتداع‌ [1]


[1] البدعة و الابتداع: غلب استعمالهما فيما هو نقص في الدين أو زيادة، لكن قد يكون بعض البدعة غير مكروه، فيسمى بدعة مباحة، و هو ما شهد لجنسه أصل الشرع، أو اقتضته مصلحة يندفع بها مفسدة.

اسم الکتاب : علم البيان المؤلف : عبد العزيز عتيق    الجزء : 1  صفحة : 83
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست