responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : علم البيان المؤلف : عبد العزيز عتيق    الجزء : 1  صفحة : 196

الحقيقي، و أنّ التركيب الذي تتوافر له كل هذه الحقائق يسمى استعارة تمثيلية.

و ما من شك في أنّ كل ذلك يوضح و يؤكد ما سبق أن ذكرناه في مستهل هذا الموضوع من أنّ الاستعارة التمثيلية هي تركيب استعمل في غير ما وضع له لعلاقة المشابهة مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الحقيقي.

مكان الاستعارة من البلاغة

الاستعارة صورة من صور التوسع و المجاز في الكلام، و هي من أوصاف الفصاحة و البلاغة العامة التي ترجع إلى المعنى.

و إذا كان البلاغيون ينظرون إلى المجاز و التشبيه و الاستعارة و الكناية على أنّها عمد الإعجاز و أركانه، و على أنّها الأقطاب التي تدور البلاغة عليها، و توجب الفضل و المزية، فإنّهم يجعلون المجاز و الاستعارة عنوان ما يذكرون و أوّل ما يوردون.

و كما يقول عبد القاهر الجرجاني إنّ فضيلة الاستعارة الجامعة تتمثل في أنّها تبرز البيان أبدا في صورة مستجدة تزيد قدره نبلا، و توجب له بعد الفضل فضلا، و إنّك لتجد اللفظة الواحدة قد اكتسبت فيها فوائد، حتى تراها مكررة في مواضع، و لها في كل واحد من تلك المواضع شأن مفرد، و شرف منفرد ...

و من خصائصها التي تذكر بها، و هي عنوان مناقبها: أنّها تعطيك الكثير من المعاني باليسير من اللفظ، حتى تخرج من الصدفة الواحدة عدّة من الدرر، و تجني من الغصن الواحد أنواعا من الثمر ... [1].


[1] أسرار البلاغة ص 32- 33.

اسم الکتاب : علم البيان المؤلف : عبد العزيز عتيق    الجزء : 1  صفحة : 196
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست