اسم الکتاب : علم البيان المؤلف : عبد العزيز عتيق الجزء : 1 صفحة : 189
و إذا تأملنا هذه الاستعارة التي استوفت قرينتها رأينا أنها تشتمل
بالإضافة إلى ذلك على شيء يلائم المشبه «النفس» و
ذلك الشيء هو «إبعادهاعن شهواتها». فذكر الإبعاد عن
الشهوات و هو ملائم المشبه تجريد. و من أجل ذلك تسمى الاستعارة «مجردة».
و هكذا يتضح من تحليل الاستعارات الثلاث السابقة، أن الاستعارة مطلقا
إذا استوفت قرينتها و ذكر معها ما يلائم المشبه فإن الاستعارة بسبب ذلك تسمى
استعارة «مجردة».
3- و الاستعارة المطلقة: هي ما خلت من ملائمات
المشبه به و المشبه، و هي كذلك ما ذكر معها ما يلائم المشبه به و المشبه معا.
أ- فمن أمثلة الاستعارة المطلقة قوله تعالى:إِنَّا لَمَّا طَغَى
الْماءُ حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ.ففي لفظة «طغى» استعارة
تصريحية تبعية، فقد شبّه فيها «الزيادة» «بالطغيان» بجامع تجاوز الحد في كل، ثمّ اشتقّ
من «الطغيان» الفعل طغى بمعنى زاد على سبيل
الاستعارة التصريحية التبعية.
و القرينة المانعة من إرادة المعنى الأصلي لفظية و هي «الماء».
و إذا تأملنا هذه الاستعارة بعد استيفاء قرينتها رأيناها خالية مما
يلائم المشبه به و المشبه. و لهذا تسمى استعارة «مطلقة».