responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : علم البديع المؤلف : عبد العزيز عتيق    الجزء : 1  صفحة : 216

مطلوب في جميع الأشياء و النفس تميل إليه بالطبع، و مع هذا فليس الوقوف في السجع عند الاعتدال فقط، و لا عند توافق الفواصل على حرف واحد هو المراد من السجع، إذ لو كان الأمر كذلك لكان كل أديب من الأدباء سجاعا.

و إنما ينبغي في السجع بالإضافة إلى ما تقدم أن تكون الألفاظ المسجوعة حلوة حادة لا غثة و لا باردة. و المراد بغثاثة الألفاظ و برودتها أن صاحبها يصرف النظر إلى السجع نفسه من غير نظر إلى مفردات الألفاظ المسجوعة و تراكيبها و ما يشترط لكليهما من صفة الحسن.

فإذا صفّي الكلام المسجوع من الغثاثة و البرودة فإن وراء ذلك مطلوبا آخر، و هو أن يكون اللفظ فيه تابعا للمعنى لا أن يكون المعنى فيه تابعا للفظ، و إلا كان كظاهر مموّه على باطن مشوّه.

فإذا توافرت هذه الأمور فإن وراءها مطلوبا آخر، و هو أن تكون كل واحدة من الفقرتين أو السجعتين المزدوجتين دالة على معنى غير المعنى الذي اشتملت عليه الأخرى. فإن كان المعنى فيهما سواء فذاك هو التطويل بعينه، لأن التطويل إنما هو الدلالة على المعنى بألفاظ يمكن الدلالة عليه بدونها، و إذا وردت سجعتان يدلان على معنى واحد كانت إحداهما كافية في الدلالة عليه.

و إذا رجعنا إلى كلام أعلام الكتاب المشهود لهم بالتفوق في النثر الفني من أمثال الصابي و ابن العميد و ابن عباد و الحريري في مقاماته و ابن نباتة في خطبه وجدنا أكثر المسجوع من كلامهم كذلك و الأقل منه هو المستوفي لشروط السجع الحسن.

و هذه الشروط، كما يقول ابن الأثير، تتمثل في ثلاثة أمور: الأول‌

اسم الکتاب : علم البديع المؤلف : عبد العزيز عتيق    الجزء : 1  صفحة : 216
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست