responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : علم البديع المؤلف : عبد العزيز عتيق    الجزء : 1  صفحة : 157

ما نوال الغمام وقت ربيع‌

كنوال الأمير يوم سخاء

فنوال الأمير بدرة عين‌

و نوال الغمام قطرة ماء

فالشاعر هنا قد أوقع التباين بين النوالين أي العطائين: نوال الغمام و نوال الأمير، مع أنهما من نوع واحد و هو مطلق نوال.

و من أمثلة التفريق أيضا قول الشاعر:

من قاس جدواك بالغمام فما

أنصف في الحكم بين شكلين‌

أنت إذا جدت ضاحك أبدا

و هو إذا جاد دامع العين‌

فهنا شيئان من نوع واحد هما جدوى الممدوح و جدوى الغمام، أي عطاؤهما، و قد أوقع الشاعر تباينا بينهما بفرق يفيد زيادة و ترجيحا لكفة عطاء الممدوح، فهو يعطي ضاحكا فرحا بالعطاء، على حين يعطي الغمام دامع العين، كأنما هناك قوة تدفعه إلى العطاء على غير إرادة منه.

و منه قول الشاعر:

قاسوك بالغصن في التثني‌

قياس جهل بلا انتصاف‌

هذاك غصن الخلاف يدعى‌

و أنت غصن بلا خلاف‌

فالشاعر أتى هنا بشيئين من نوع واحد على التشبيه هما: غصن شجر الخلاف أي الصفصاف، و قوام صاحبته الذي يشبه الغصن في التثني، ثم أوقع التباين و التفريق بينهما لفائدة معنوية ادعاها، و هي تفضيل قوام صاحبته على غصن الخلاف، لأن الأخير تنفر النفس عنه لاسمه «الخلاف»


[1] العين: من معانيها النقد عامة من دراهم و دنانير و غيرها و هو المقصود هنا، و البدرة:

كيس فيه ألف أو عشرة آلاف، و هذا الكيس يصنع من جلد ولد الضأن إذا فطم، فبدرة عين: كيس مملوء بالدراهم أو الدنانير أو غيرها، و النوال: العطاء.

اسم الکتاب : علم البديع المؤلف : عبد العزيز عتيق    الجزء : 1  صفحة : 157
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست