اسم الکتاب : علم البديع المؤلف : عبد العزيز عتيق الجزء : 1 صفحة : 117
إعراض الكفار الذين شبّهوا بالموتى في عدم انتفاعهم بالأدلة.
و الإيغال الذي يعد من البديع حقا هو ما يستدعيه المعنى و يتطلبه
الكلام استكمالا للشعر بالقافية و للسجع بالفاصلة. و ليس من بديع المعنى في شيء
كل إيغال يتكلفه الشاعر أو الناثر.
التتميم
أول من ذكر التتميم وعده من محاسن الكلام عبد اللّه بن المعتز في
كتابه البديع[1].
و قد سماه «اعتراضكلام في كلام لم يتم معناه ثم يعود إليه فيتممه في بيت واحد»، و مثّل
له بثلاثة أبيات من الشعر منها:
لو أن الباخلين، و أنت منهم
رأوك تعلموا منك المطالا
فمبادرة الشاعر إلى الاعتراض بقوله «وأنت منهم» قبل تمام معنى الكلام هو في الواقع تتميم قصد به المبالغة
في بخل المخاطبة و أن الباخلين و هي واحدة منهم جديرون بأن يتعلموا منها المطال.
و من بعد ابن المعتز جاء قدامة بن جعفر فأطلق على هذا المحسن البديعي
اسم «التتميم» وعده من نعوت المعاني و عرفه
بقوله: «هوأن يذكر الشاعر المعنى فلا يدع من
الأحوال التي تتم بها صحته و تكمل معها جودته شيئا إلا أتى به».
و قد استشهد عليه بأربعة عشر بيتا من الشعر، منها قول نافع بن خليفة
الغنوي: