فزهير جعل لممدوحه على أعدائه في كل حال من أحوال البسالة و الشجاعة
فضلا و مبالغة.
و منه قول أبي فراس الحمداني مفتخرا:
و إني لجرار لكل كتيبة
معوّدة ألا يخل بها النصر
و إني لنزال بكل مخوفة
كثير إلى نزالها النظر الشزر
فاظمأ حتى ترتوي البيض و القنا
و أسغب حتى يشبع الذئب و النسر
و نحن أناس لا توسط عندنا
لنا الصدر دون العالمين أو القبر
و منه قول المتنبي مفتخرا:
إذا صلت لم أترك مصالا لصائل
و إن قلت لم أترك مقالا لقائل
و قول آخر مادحا لآل المهلب:
نزلت على آل المهلب شاتيا
بعيدا عن الأوطان في زمن المحل
فما زال بي إكرامهم و افتقادهم
و إحسانهم حتى حسبتهم أهلي
الإغراق
ذكرنا فيما سبق أن المبالغة المقبولة عند السكاكي تنحصر في التبليغ و
الإغراق و الغلو. فإذا كان الوصف المدعى ممكنا عقلا و عادة فهو التبليغ، و إذا كان
ممكنا عقلا لا عادة فهو الإغراق، و إن كان ممتنعا عقلا و عادة فهو الغلو.
[1]يصف الممدوح بأنه يزيد على أعدائه في كل حال
من أحوال الحرب.
اسم الکتاب : علم البديع المؤلف : عبد العزيز عتيق الجزء : 1 صفحة : 100