responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح كتاب سيبويه المؤلف : السيرافي، ابو سعید    الجزء : 1  صفحة : 400

و كذلك وضع في التعجب، فصار بمنزلة" إنّ" في اختيار رفع الاسم في الجملة الثانية، على أن قولنا:" ما أحسن زيدا"، صدر الكلام اسم مرفوع و هو" ما"، فتكون الجملة الثانية مصدرة باسم أيضا.

قال: (و إنما هي بمنزلة" لدن غدوة"، و" كم رجلا" فقد عملا عمل الفعل و ليسا بفعل و لا فاعل).

يعني: أن قوله:" ما أحسن زيدا"؛ لنقصان تصرفه. قد صار بمنزلة" لدن غدوة"، و" كم رجلا"، و هذان قد نصبا، و ليسا بفعل، فنصب" ما أحسن عبد اللّه"؛ لضعفه، بمنزلة ما نصب و ليس بفعل.

قال سيبويه: (و مما يختار فيه النصب لنصب الأول، و يكون الحرف الذي بين الأول و الآخر بمنزلة" الواو"، و" الفاء"، و" ثم"، قولك:" قد لقيت القوم كلهم حتى عبد اللّه لقيته"، و" ضربت القوم حتى زيدا ضربت أباه"، و" أتيت القوم أجمعين حتى زيدا مررت به" و" مررت بالقوم حتى زيدا مررت به"، ف" حتى" تجري مجرى" الواو"، و" ثم"، و ليست بمنزلة" أما" لأنها إنما تكون على الكلام الذي قبلها و لا تبتدأ).

يعني: أن" حتى" بمنزلة الواو، و حروف العطف، و ذلك أنه يجوز العطف بها فيقال:" مررت بالقوم حتى زيد"، و" جاءني القوم حتى زيد"، و" رأيت القوم حتى زيدا"، غير أن لها أحكاما تختص بها نذكرها في بابها إذا انتهينا إليه إن شاء اللّه تعالى.

و الغرض منها في هذا الموضع: أنها لما جاز أن تكون عاطفة؛ ثم رأينا جملة قبلها في أولها فعل، و جاء بعدها اسم قد اشتغل الفعل بضميره، كان الاختيار أن تضمر فعلا يقع على الاسم الذي بعدها، حتى تكون الجملة التي قبلها مشاكلة للجملة التي بعدها في تقديم الفعل فيهما، كما ذكرنا ذلك في حروف العطف، فإذا قلت:" لقيت القوم كلهم حتى عبد اللّه لقيته"، فتقديره:" حتى لقيت عبد اللّه لقيته"، كما أنك إذا قلت:" لقيت القوم و عبد اللّه كلمته"، فعلى تقدير" و كلمت عبد اللّه كلمته".

و لا تشبه" حتى"" أما"؛ لأن" حتى" من حروف العطف، و لا يجوز الابتداء بها، كما لا يجوز الابتداء بحروف العطف، و لا ترد إلا بعد كلام.

و" أما" يبتدأ بها، و إن وردت بعد كلام صرفت ما بعدها إلى الابتداء، و قطعته عن الأول.

اسم الکتاب : شرح كتاب سيبويه المؤلف : السيرافي، ابو سعید    الجزء : 1  صفحة : 400
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست