اسم الکتاب : شرح كتاب سيبويه المؤلف : السيرافي، ابو سعید الجزء : 1 صفحة : 292
تسرية" و" سوّيته تسوية"، و إذا كان صحيحا من غير
الياء و الهمزة، جاء على" تفعيل" و" تفعلة" نحو:" كرّمته
تكريما و تكرمة"، و" عظّمته تعظيما".
و رد عليه أبو العبّاس فقال: الهّمزة بمنزلة سائر الحروف الصحاح
تجيء على تفعيل، و ظنّ أنّ سيبويه لم يجز التفعيل في باب الهمز، و قد تكلّم به في
هذا الباب، و لو لا أنه جائز عنده ما تكلّم به، و لكن الأكثر في باب الهمز
التّفعلة، لأنها يلحقها التليين، و إن كان التفعيل جائزا في الهمز، و لكنه ذكر في
باب المصادر الأكثر في كلام العرب.
و أما قوله:" سرق عبد اللّه الثّوب اللّيلة" فإنما قصد أن
يبيّن أنّ فعل المفعول قد يجوز إذا كان متعدّيا إلى مفعول واحد أن يجعل الظرف معه
مفعولا على السّعة، و قد ذكرنا نظير هذا.
ثم قال:" صيّر فعل الفاعل و المفعول حيث انتهى فعلهما، بمنزلة
الفعل الذي لا يتعدّى فاعله و لا مفعوله، و لم يكونا أضعف من الفعل الذي لا
يتعدّى".
يعني: أن المفعول و الفاعل اللذين يتعدّى فعلهما في تعدّيهما إلى
المصدر و الظرفين و الحال ليسا بأضعف من الفعل الذي لا يتعدّى في تعدّيه إلى هذه
الأشياء.
هذا باب ما يعمل فيه الفعل فينتصب و هو حال وقع فيه الفعل و ليس
بمفعول
قال سيبويه:" كالثوب في: كسوت الثّوب، و كسوت زيدا الثّوب؛
لأنّ الثّوب ليس بحال وقع فيها الفعل، و لكنه مفعول كالأوّل".
قال أبو سعيد: ضمّن سيبويه هذا الباب ما ينتصب لأنّه حال، و فرّق
بينه و بين ما ينتصب لأنه مفعول ثان، فيما يتعدّى من الفعل إلى مفعولين، و لك أن
تقتصر على أحدهما، من قبل أنّ الحال إنما هي وصف من أوصاف الفاعل و المفعول في وقت
وقوع الفعل؛ كقولك:" قام زيد ضاحكا" أي وقع فعله في الحال التي هو موصوف
فيها بضاحك، و" ضرب زيد هندا قائمة" أي وقع الضرب بها في الحال التي هي
موصوفة فيها بقائمة، و إذا قلت:" كسوت زيدا الثّوب"، فالثوب ليس هو
الكاسي، و لا هو المكسوّ، فليس بحال وقع فيها الفعل من أحوالهما، فوجب أن يكون
الثوب مثل زيد في فصول الفعل إليه و تناوله له. و هذا معنى قوله:" و لكنّه
مفعول كالأول" يعني: الثوب
اسم الکتاب : شرح كتاب سيبويه المؤلف : السيرافي، ابو سعید الجزء : 1 صفحة : 292