responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح كتاب سيبويه المؤلف : السيرافي، ابو سعید    الجزء : 1  صفحة : 280

و منّا الذي اختير الرّجال سماحة

و جودا إذا هبّ الرّياح الزّعازع" [1]

فهذا البيت شاهد لقولنا:" اخترت الرّجال زيدا"؛ و لذلك أنّك لو رددت هذا إلى ما لم يسمّ فاعله قلت:" اختير زيد الرّجال"، فإن قدّمت قلت:" زيد اختير الرّجال" و قوله:

" منّا الذي اختير" في" اختير" ضمير قد أقيم مقام الفاعل يعود على الذي، و الرجال المفعول الثاني.

قال الفرزدق:

نبّئت عبد اللّه بالجوّ أصبحت‌

كراما مواليها لئيما صميمها [2]

مستشهدا لما قدّم من حذف" عن" في قوله:" نبّئت زيدا" في معنى" نبّئت عن زيد".

و قد أنكر قوم هذا فقالوا:" نبّئت زيدا فعل كذا" بمعنى" أعلمت زيدا فعل كذا"، و نحن إذا قلنا:" أعلمته زيدا قائما" فليست" عن" مقدرة، و كذلك هي غير مقدّرة، في قولك:" نبّئت زيدا".

فالجواب في هذا أن" نبّئت" و إن كانت تجري مجرى" أعلمت" في العمل، و يتقارب معناهما، فليست هي" أعلمت"؛ و ذلك أن" نبّئت" مأخوذ من" النّبأ" و" النّبأ" هو الخبر لا العلم، بإجماع أهل اللغة، و الخبر يتعدّى بعن، ألا ترى أنك تقول:" هذا خبر عن زيد"، إذا أخبرك به مخبر عنه بخبر ما، فكذا" هذا خبر عن دارك و عن أمرك"، و ما أشبه ذلك، فأصل النبأ يصل بعن، و إن حذفت في بعض المواضع. و" عبد اللّه" في البيت: قبيلة، فلذلك أنّث مواليها و صميمها، فاعرف ذلك إن شاء اللّه تعالى.

هذا باب الفاعل الذي يتعدّاه فعله إلى مفعولين و ليس لك أن تقتصر على أحد المفعولين‌

" و ذلك قولك: حسب عبد اللّه زيدا بكرا، و ظنّ عمرو خالدا أباك، و خال عبد اللّه زيدا أخاك، و مثل ذلك: رأى عبد اللّه زيدا صاحبنا، و وجد عبد اللّه زيدا ذا الحفاط".


[1] البيت في ديوانه 516، و سيبويه 1/ 18، و الخزانة 3/ 669، و بلا نسبة في ابن يعش 8/ 51.

[2] البيت منسوب للفرزدق في سيبويه 1/ 18، و لم نقف عليه في ديوانه.

اسم الکتاب : شرح كتاب سيبويه المؤلف : السيرافي، ابو سعید    الجزء : 1  صفحة : 280
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست