responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح كتاب سيبويه المؤلف : السيرافي، ابو سعید    الجزء : 1  صفحة : 273

لدن بهزّ الكفّ يعسل متنه‌

فيه كما عسل الطّريق الثّعلب‌ [1]

قال أبو سعيد: و كان ينبغي أن يقول:" عسل في الطّريق الثّعلب" و عسل: عدا. و هو يصف رمحا يهتزّ متنه، فجعل سرعة اهتزازه بمنزلة عسلان الثّعلب.

و لم يجعل سيبويه الطريق ظرفا؛ لأن الطريق اسم خاصّ للموضع المستطرق، ألا ترى أنه لا يقال للمسجد طريق، و لا للبيوت طرق على الإطلاق، و إنما يقال:" جعلت المسجد طريقا" أي استطرقته، و ليس الطريق المعروف على هذا المنهاج.

و قد قال بعض النحويين إن الطريق ظرف؛ لأن كل موضع استطرقته فهو طريق.

قال سيبويه:" و يتعدّى إلى ما كان وقتا للأماكن، كما يتعدّى إلى ما كان وقتا في الأزمنة، لأنه وقت يقع في المكان و لا يختصّ به مكان واحد، كما أن ذلك وقت في الأزمان، و لا يختص به زمن بعينه".

قال أبو سعيد: يريد أن الفعل يتعدى إلى ما كان مقدار مسافته من الأمكنة، نحو الفرسخ و الميل، و ذلك أن الفرسخ و الميل و ما أشبهه يصلح وقوعه على كل مكان بتلك المسافة المعلومة المقدّرة، و سمّاه وقتا؛ لأن العرب قد تستعمل التوقيت في معنى التقدير، و إن لم يكن زمنا، ألا ترى أن النّبي صلّى اللّه عليه و سلّم وقّت مواقيت الحجّ لكل بلد، فجعلها أماكن، فميقات أهل العراق" ذات عرق" و ميقات أهل الشام" الجحفة"، و ميقات أهل المدينة" ذو الحليفة". و سبيل الفرسخ و الميل في المكان كسبيل اليوم و الشهر في الزمان.

قال سيبويه:" فلما صار بمنزلة الوقت في الزمن كان مثله"، يعني لما صار الفرسخ في المكان بمنزلة الشهر في الزمن كان مثله في الظرف.

قال سيبويه:" و كذلك كان ينبغي أن يكون إذ صار فيما هو أبعد نحو ذهبت الشأم".

يعني أنّ العرب لما جعلوا الشأم ظرفا بالتأويل الذي ذكرناه، كان الفرسخ و الميل، و ما أشبه ذلك أولى بالظرف؛ لأنه لكل مكان، و الشأم أبعد من ذلك؛ لأنّه اسم مكان بعينه.


[1] البيت في ديوان الهذليين 1120، و سيبويه 1/ 16، و خزانة الأدب 1/ 474، و اللسان (عسل).

اسم الکتاب : شرح كتاب سيبويه المؤلف : السيرافي، ابو سعید    الجزء : 1  صفحة : 273
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست