اسم الکتاب : شرح شواهد المغني المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 32
هذان من قصيدة لعمر بن أبي ربيعة قالها في عائشة بنت طلحة بن عبيد
اللّه أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، كذا قال الزبير بن بكار، أورد قبلهما:
لقد عرضت لي بالمحصّب من منى
مع الحجّ شمس شبّهت بيمان
و بعدهما:
فلمّا التقينا بالثّنيّة سلّمت
و نازعني البغل اللّعين عناني
فقلت لها: عوجي فقد كان منزلي
خصيب لكم ناء من الحدثان
فعجنا فعاجت ساعة فتكلّمت
فظلّت لها العينان تبتدران
قوله: بدا، بلا همز أي ظهر. و
المعصم، بكسر الميم و فتح الصاد، موضع السوار من الساعد. و جمرت، بالفتح و تشديد
الميم: رمت الجمار، و المصدر التجمير.
و كف خضيب: خضبت بالحناء و نحوه. و
الكف الخضيب أيضا نجم. و البنان:
أطراف الأصابع واحدها بنانة
بالباء. و قوله: (و ان كنت داريا) يحتمل أن تكون إن فيه نافية، أي: و ما كنت
داريا، فتكون تأكيدا للجملة قبلها. و يحتمل أن تكون مخففة من الثقيلة، أي و إني
كنت قبل ذلك من أهل الدراية و المعرفة حتى بدا لي ما ذكر فسلبت الدراية. و هذا
الاحتمال عندي أظهر و يؤيده ما سيأتي. و قوله: بسبع، على حذف همزة الاستفهام، أي
أبسبع، و هو محل الاستشهاد. و قوله: رمين، قال البدر الدماميني: ضميره عائد إلى
البنان، أو الى المرأة و صواحبها.
قلت: البيت أنشده الزبير بن بكار
بلفظ:
فو اللّه ما أدري و إني لحاسب
بسبع رميت الجمر أم بثمان
بتاء المتكلم في رميت و هذا أوجه
بلا شك، فإن الاخبار بذهوله عن فعله يشغل قلبه بما رأى، أبلغ من الاخبار بذهوله عن
فعل الغير، و فيه سلامة من التأويل المذكور.