فإن كان قبلهما ساكن هو مدّ جاز الإدغام نحو: «حميم ملك» و أجاز
الفرّاء الإدغام و إن لم يكن السّاكن مدّا.
(و حمل قول الفرّاء) في مثله(على
الإخفاء) لا على الإدغام الحقيقيّ جمعا بين المذهبين إذ الإخفاء قريب من
الإدغام.
[الإدغام الجائز]:
(و) إذا عرفت المواضع التي يجب الإدغام، و المواضع
التي يمتنع الإدغام فيها، فاعلم أنّ الإدغام (جائز
فيما سوى ذلك).
[2- المتقاربان و أحكامهما]:
[مخارج الحروف]:
(المتقاربان: و نعني بهما ما تقاربا في المخرج أو في صفة تقوم
مقامه)
[1] لمّا بيّن الإدغام الواجب و الممتنع أراد أن يبيّن أنّ الإدغام
في ما سوى هذين الموضعين جائز.
[2] أي هذا بحث المتقاربين فحذف المبتدأ و المضاف و أقيم المضاف
إليه مقامه. أو مبتدأ خبره محذوف أي المتقاربان هذا، و لمّا فرغ من إدغام المثلين
شرع في إدغام المتقاربين و المراد من المتقاربين المتقاربان في المخرج أو الصفة
القائمة مقامه كالجهر و الهمس و غيرهما. و مخرج الحرف هو المكان الذي ينشأ منه و
معرفة ذلك- كما نقل عن الخليل- أن تسكنه و تدخل عليه همزة الوصل و تنظر أين ينتهي
الصوت فحيث انته فثمّ مخرجه و ذلك كما تقول «اب» و تسكت فتجد الشفتين قد أطبقت
إحداهما على الأخرى.
و جملة المخارج ستّة عشر تقريبا،
و إنّما قال: «تقريبا»؟ لأنّ التحقيق أنّ لكلّ حرف مخرجا مخالفا لمخرج الآخر. و قد
أشار إلى ذلك الأديب الأريب و أفضل المتأخّرين-