أمّا الأوّل[2]: فلكون البناء عليها أعدل
الأبنية و لانقسامها على المراتب الثّلاث[3]: ...
- و «ما». فالمراد بالإسم- في قوله-
هو الاسم المتمكّن الذي يمكن تصريفه و اشتقاقه ك «رجل» و
«فرس» لا الاسم المبني.
[1]مقتضاه: أنّ الأبنية الأصول للإسم و كذا
للفعل لا تكون أقلّ من ثلاثة و هو كذلك بالنظر إلى أصل الوضع، و أمّا بالنظر إلى
الاستعمال فقد تكون على حرفين و على حرف واحد.
مثال ما كان على حرفين من الاسم و هو محذوف اللّام: «أب» و «أخ» و «يد» و
«غد» و «ثبة» و
«أمة». و مثاله محذوف الفاء: «عدة» و «زنة» و «دية» و
«شية» و مثاله محذوف العين قليل
لم يسمع إلّا في ثلاث كلمات: «أ»:
«سه» اتّفاقا
و أصله «سته» بدليل جمعه على «أستاه».
«ب»:
«مذ» على
رأي من يقول: إنّ أصلها «منذ» استدلالا
بأنّك لو سمّيت ب «مذ» صغّرته على «منيذ» و جمعته على «أمناذ». «ج»: «ذا» الإشاريّة، على رأي من يقول: إنّ المحذوف منها العين، و إنّ أصلها:
«ذوي»،لكثرة باب «طويت» و
ورود «الإمالة» في ألفها و لا سبب لها
هنا إلّا انقلابها عن ياء و هذا ما اختاره الشّارح الرّضيّ في «بابيالتّصغير و الإعلال» من «شرحالشّافية» و لكن اختار في
«شرحالكافية» أنّ أصله: «ذيي» و أنّ المحذوف منه اللّام لأنّ حذف اللّام اعتباطا أكثر من حذف
العين، و الحمل على الأكثر عند خفاء الأصل أولى.
و مثال ما كان على حرف واحد في الاسم «ماللّه» على رأي من يقول: إنّ أصله «أيمناللّه» و أمّا من يقول: إنّه موضوع للقسم هكذا ابتداء و ليس مختصرا
من «أيمن» فهو حرف قسم كالباء و
الواو. و أمّا الفعل فقد يكون على حرفين، و المحذوف منه العين ك «قل» و «بع» و «سل» و
قد يكون كذلك، و المحذوف منه الفاء ك «ضع» و
«دع» و «ذر» و
قد يكون على حرف واحد و المحذوف منه الفاء و اللّام المعتلّان نحو: «ع» و «ق».
[3]قال أحمد: اعلم أنّ الأصل في كلّ كلمة أن
تكون على ثلاثة أحرف: حرف يبتدأ بها، و حرف يوقف عليها، و حرف يكون واسطة بين
المبتدأ به و الموقوف عليه، إذ يجب أن-