فلا بأس بذكر المبنيّات في «النحو» فإنّ
ذكرها هناك استطراد.
و إنّما قيل: «أحوالالأبنية» و لم يقل: «الأبنية»؟لأنّ تلك الأصول لا تفيد
معرفة أبنية الكلم أنفسها من حيث هي أبنية و إنّما تفيد معرفتها من حيث هيئاتها و
اعتباراتها اللّاحقة بها ك «صيغالماضي» و «الاستقبال» و «الأمر» و غيرها، و ك «الإمالة» و «تخفيفالهمزة» و ما شاكلهما ممّا سيتلى عليك، و لهذا سمّي «تصريفا»[1]فإنّه في اللغة: «التغيير».
و «التصريفيّ» يصرّف الأبنية من حال إلى
حال بحسب ما يوجبه الغرض لا من حيث هي أبنية مخصوصة جزئيّه بل أعمّ من ذلك.
[أصول
أبنية الاسم]
(و أبنية الاسم[2]الأصول ثلاثيّة و رباعيّة
و خماسيّة) ...
- و الإعراب طار على آخر حروف الكلمة، فلم يدخل إذن في أحوال الأبنية
حتّى يحترز عنه، و إن دخل فاحتاج إلى الاحتراز فكذا البناء فهلّا احترز عنه أيضا؟
انته. و قول الشارح فيما بعد: «ولا بأس بذكر المبنيات ...» جواب عن هذا الاعتراض الأخير للشارح الرضي على المصنّف.
[1]قال المحقّق الرضي: و «التصريف»- على ما حكى سيبويه عنهم- هو أن تبني من
الكلمة بناء لم تبنه العرب على وزن ما بنته ثمّ تعمل في البناء الذي بنيته ما
يقتضيه قياس كلامهم.
و المتأخّرون على أنّ «التصريف» علم بأبنية الكلمة و بما يكون لحروفها من أصالة و زيادة و حذف و
صحّة و إعلال و إدغام و إمالة، و بما يعرض لآخرها ممّا ليس بإعراب و لا بناء من
الوقف و غير ذلك.
[2]لم يتعرّض لأبنية الحروف لندور تصرّفها و كذا
الأسماء المتأصّلة في البناء ك «من»-