مقدّم) على سائر
أسباب المعرفة (فلذلك حكم بثلاثيّة «عنسل») للنّاقة
السريعة لأنّ «العسل» هو الخبب و الإسراع (و «شأمل» و «شمأل»)
كلاهما مثل «جعفر» للرّيح التي تهبّ من ناحية القطب الشّمالي لأنّ من لغاتها:
«شملا»- بالتسكين- و «شملا»- بالتحريك- و «شمالا»- بالألف- و هي ثلاثيّة.
(و «نئدل») الكابوس، لأنّ من لغاته «النّيدلان» و حروفه الأصليّة «ندل»
(و «رعشن») للذي يرتعش (و «فرسن»)-
و هو للبعير كالحافر للدابّة- من «فرس الأسد، فريسة»- إذا دقّ عنقها- و كأنّ الفرس
يدقّ كلّ ما يقع عليه (و «بلغن») اسم
للبلاغة (و «حطائط») للرجل القصير لأنّه من «الحطّ»
(و «دلامص») للبرّاق من الدّرع
- ترجّح أحدهما على الآخر فهو المراد بالاشتقاق الراجح و الحكم له.
و هذه الأقسام الثلاثة يبيّن على هذا الترتيب، إن شاء اللّه. [أحمد: 200،
نقرهكار: 161]
[1] و إنّما قدّم الاشتقاق المحقّق على الغلبة و عدم النظير و كون
الأصل أصالة الحروف؟ لأنّ الاشتقاق اتّصال إحدى الكلمتين بالأخرى ك «ضارب» ب
«الضّرب» أو اتّصالهما بأصل ك «ضارب» و «مضروب» ب «الضرب» و هذا الاتّصال أمر
معنويّ محقّق لا محيد عنه بخلاف الخروج عن الأوزان فإنّه ربّما تخرج الكلمة عن
الأوزان بنظر جماعة من المستقرئين، و لا تخرج في نفس الأمر، إذ ربّما لم يصل إليهم
بعض الأوزان، و بتقدير الخروج عن جميع الأوزان يجوز أن تكون الكلمة شاذّ الوزن، و
كذا مخالفة غلبة الزّيادة لا تؤدّي إلى مستحيل، بل غاية أمرها الشذوذ و مخالفة
الأكثر، و كذا مخالفة كون أصل الحروف الأصالة. [راجع: شرح الشافية 2: 356]
[2] أي لأجل أنّ الاشتقاق المحقّق مقدّم حكم على «عنسل» بأنّه
ثلاثيّ و النون زائدة لأنّه موافق ل «عسل»- الذئب- أي- أسرع- في المعنى الأصلي و
الحروف الأصول فقدّم الاشتقاق على عدم النظير. إذ «فنعل» ليس من أبنيتهم. و قيل:
من «العنس»- و هي الناقة الصلبة- فالنّون أصليّة و اللّام زائدة، و الأوّل أصحّ
لأنّ زيادة النون ثانية أكثر من زيادة اللّام آخرا، إلى آخر الأمثلة، و في جميعها
قدّم الاشتقاق على عدم النظير.