و إمّا عن المركّبات المطلقة فإمّا باعتبار هيئاتها التركيبيّة و
تأديتها لمعانيها الأصليّة ف «علمالنّحو» و إمّا باعتبار إفادتها لمعان مغايرة لأصل المعنى ف «علمالمعاني» و إمّا باعتبار كيفيّة
تلك الإفادة في مراتب الوضوح ف «علمالبيان». و «علمالبديع» تابع لهما، داخل تحتهما.
و إمّا عن المركّبات الموزونة فإمّا من حيث وزنها ف «علمالعروض» أو من حيث أواخرها ف «علمالقافية».
و أمّا الفروع: فالبحث فيها إمّا أن يتعلّق بنقوش الكتابة ف «علمالخطّ» أو يختصّ بالمنظوم ف «علمقرض الشّعر» أو بالنّثر ف «علمالإنشاء» أو لا يختصّ بشيء ف «علمالمحاضرات» و منه «التواريخ».
و المقدّم من هذه «علممتن اللغة» إذ هو يبحث عن المفردات و معانيها ثمّ «علمالتصريف» لأنّه يبحث عن أحوال
المفردات من الصّحة و الاعتلال و غيرهما قبل التركيب ثمّ «الاشتقاق» الباحث عن المناسبة بين المعنى و لفظه ثمّ «الخطّ» ثمّ
«النّحو» لأنّه إنّما يبحث عن أحوال الكلم
الثلاث بعد التركيب.
و بهذا ظهر تأخيره من حيث المرتبة عن «التصريف» إذ
«التصريف» يبحث عن الكلمة قبل التركيب و «النّحو» يبحث عنها بعد التركيب، و أحوال الكلمة قبل التركيب مقدّم عليها بعد
التركيب كما لا يخفى.
ثمّ «المعاني» ثمّ «البيان» ثمّ
«البديع» و هي من توابع المعاني و البيان
فلذا لم يذكروه مستقلّا، ثمّ «العروض» ثمّ
«القافية» ثمّ «قرضالشعر» الباحث عن محاسنها و مقابحها. ثمّ «الإنشاء» ثمّ
«المحاضرة» و هي الخطابة و يقال لمجموعها «الآداب» أو «علومالأدب» و للعالم بها «الأديبالكامل» و «التاريخ» من
«المحاضرة» و لذا لم يذكروه مستقلا.