و الخامس من هذه الأبنية أعني «فعنل» لم يورده صاحب «المفتاح» و أورد
[1] أي صاحب كتاب «مفتاح العلوم» و هو سراج الدّين أبو يعقوب يوسف
بن أبي بكر بن محمّد بن عليّ السّكاكيّ الخوارزميّ الحنفيّ. ولد بخوارزم سنة خمس و
خمسين و خمسمائة ه و توفّي سنة ستّ و عشرين و ستّمائة ه و كتاب «المفتاح» من أشهر
كتبه و هو جعله على ثلاثة أقسام: الأوّل: في «الصّرف» و الثاني: في «علم النّحو» و
الثالث: في علمي «المعاني» و «البيان» و أورد الكلام في تكملة «علم المعاني» في
فصلين: الأوّل في ذكر الحدّ، و الثاني في الاستدلال، و فيه «علم العروض» و صرّح
بذلك في المقدّمة فقال: و قد ضمنت كتابي هذا من أنواع الأدب دون نوع «اللغة» ما
رأيته لا بدّ منه فأودعته «علم الصرف» بتمامه و أنّه لا يتمّ إلّا بعلم «الاشتقاق»
و «النحو» بتمامه و تمامه بعلمي «المعاني» و «البيان» و لمّا كان تمام «علم
المعاني» بعلمي «الحدود» و «الاستدلال» لم أر بدّا من التسمّح بهما، و حين كان
التدرّب في علمي «المعاني» و «البيان» موقوفا على ممارسة باب النظم و النثر و رأيت
صاحب النظم يفتقر إلى علمي «العروض» و «القوافي» ثنّيت عنان القلم إلى إيرادهما، و
مدح كتابه بعضهم فقال:
سراج المعالي يوسف بن محمّد
بمفتاحه قد حلّ كلّ معقّد
و أعجز بالإيجاز في سحر لفظه
فكاد به يسبى النّهى و كأن قد
فلم ير في كتب الأوائل مثله
و إن لم تصدّقني به فتفقّد
و قد اعتنى عليه العلماء بالشرح
و التعليق و لا سيّما «القسم الثالث» منه فقد شرحه الكثير لكن الأجود من هذه
الشروح ثلاثة: الأوّل: شرح العلّامة قطب الدين محمّد بن مسعود ابن مصلح الشيرازيّ
المتوفّى سنة 710 ه، و هو شرح ممزوج أوّله: الحمد للّه الذي خصّص نوع الإنسان الخ.
الثاني: شرح العلّامة سعد الدين
بن مسعود بن عمر التفتازانيّ المتوفّى سنة 791 ه و أوّله: خير خبر يوشّح به صدر
الكلام الخ.
الثالث: شرح السيّد الشريف عليّ
بن محمّد الجرجانيّ المتوفّى سنة 816 ه أوّله: نحمدك اللهمّ على ما هديتنا إليه من
دقائق المعاني، و هو الموسوم بالمصباح، ألّفه-