اسم الکتاب : شرح ابن عقيل علي الفيه ابن مالك المؤلف : ابن عقيل الجزء : 1 صفحة : 328
...
روى أكثر هذه القصيدة أبو على القالى فى أماليه، و روى أبو
السعادات ابن الشجرى فى حماسته منها أكثر مما رواه أبو على، و أول هذه القصيدة
قوله:
طربت، و أنت أحيانا طروب
و كيف و قد تعلّاك المشيب؟
يجدّ النّأى ذكرك فى فؤادى
إذا ذهلت على النّأى القلوب
يؤرّقنى اكتئاب أبى نمير
فقلبى من كآبته كئيب
فقلت له: هداك اللّه! مهلا
و خير القول ذو الّلبّ المصيب
عسى الكرب الّذى أمسيت فيه
يكون وراءه فرج قريب
اللغة: «طربت» الطرب:
خفة تصيب الإنسان من فرح أو حزن «النأى» البعد
«الكرب» الهم و الغم «أمسيت» قال ابن المستوفى: يروى
بضم التاء و فتحها، و النحويون إنما يروونه بضم التاء، و الفتح عند أبى حنيفة أولى؛
لأنه يخاطب ابن عمه أبا نمير كما هو ظاهر من الأبيات التى رويناها، و كان أبو نمير
معه فى السجن.
الإعراب: «عسى» فعل
ماض ناقص «الكرب» اسم عسى مرفوع به «الذى» اسم موصول صفة للكرب «أمسيت» أمسى: فعل ماض ناقص، و
التاء اسمه «فيه» جار و مجرور متعلق بمحذوف
خبر أمسى، و الجملة من أمسى و اسمه و خبره لا محل لها صلة الموصول «يكون» فعل مضارع ناقص، و اسمه
ضمير مستتر فيه «وراءه» وراء:
ظرف متعلق بمحذوف خبر مقدم، و وراء مضاف و الهاء مضاف إليه «فرج» مبتدأ مؤخر «قريب» صفة
لفرج، و الجملة من المبتدأ و الخبر فى محل نصب خبر «يكون» و
الجملة من «يكون» و اسمها و خبرها فى محل
نصب خبر «عسى».
الشاهد فيه: قوله «يكونوراءه- إلخ» حيث وقع خبر «عسى» فعلا
مضارعا مجردا من «أن» المصدرية، و ذلك قليل، و
مثله الشاهد الذى بعده (ش 87) و قول الآخر:
عسى اللّه يغنى عن بلاد ابن قادر
يمنهمر جون الرّباب سكوب
(المنهمر: أراد به المطر الكثير، و الجون: الأسود، و الرباب:
السحاب، و السحاب الأسود دليل على أنه حافل بالمطر) و مثل هذه الأبيات قول الآخر:
فأمّا كيّس فنجا، و لكن
عسى يغترّ بى حمق لئم
اسم الکتاب : شرح ابن عقيل علي الفيه ابن مالك المؤلف : ابن عقيل الجزء : 1 صفحة : 328