(١) وهو جعله
من باب (وَأَسَرُّوا
النَّجْوَى) بأن يجعل الضّمير فاعل الفعل ، ثمّ إبدال الظّاهر منه.
(٢) حاصل
السّؤال أنّه على القول بالإبدال «فيلزمه» أي السّكّاكي «إبراز الضّمير» أي يلزم
من جعل أصل رجل جاءني ، جاءني رجل ، على أنّ رجل ليس بفاعل ، بل هو بدل من الضّمير
، ووجوب إبراز الضّمير واطّراده في مثل جاءاني رجلان ، وجاؤوني رجال ، على أنّ
رجلان ورجال يدلّان من الضّميرين البارزين قياسا على المفرد مع أنّ الاستعمال «بخلافه»
أي بخلاف إبراز الضّمير.
وحاصل الجواب :
منع الملازمة
بين كون رجل في نحو : جاءني رجل مؤخّرا في الأصل على أنّه بدل من الضّمير المستتر
وبين كون رجل في نحو : جاءني رجل بدلا أيضا من الضّمير المستتر في جاءني ، وملخّصه
أنّه ليس المراد أنّ المرفوع في قولك : جاءني رجل ، بدل لا فاعل حتّى يلزمه وجوب
الإبراز في جاءاني رجلان ، وجاؤوني رجال ، وجعل رجلان ورجال بدلين ، بل مراده أنّه
يقدّر في قولك : رجل جاءني أنّ الأصل جاءني رجل ، على أنّ رجل بدل لا فاعل ، ولا
يلزم من تقدير ذلك في رجل جاءني ، القول بالبدليّة بالفعل في جاءني رجل الّذي أخّر
فيه المنكّر لفظا ومعنى حتّى يلزم القول بالبدليّة بالفعل ووجوب الإبراز في جاءاني
رجلان ، وجاؤوني رجال أيضا ، فالّذي قاله السّكّاكي : أنّه في صورة تقديم المنكّر
يقدّر المنكّر مؤخّرا في الأصل وأنّه فاعل معنى فقط بدل لفظا ، ففي مثل رجل جاءني
، يقدّر الأصل جاءني رجل ، على أنّ رجل بدل لا فاعل ، وفي رجلان جاءاني ، جاءاني
رجلان ، وكذلك في رجال جاؤوني ، جاؤوني رجال ، على أنّ رجال بدل لا فاعل ، كلّ ذلك
على سبيل التّقدير والاعتبار ولا يلزم من ذلك القول بالبدليّة بالفعل فيما أخّر
فيه المنكّر لفظا ومعنى.