responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دروس في البلاغة المؤلف : الشيخ محمدي البامياني    الجزء : 1  صفحة : 366

وهذا (١) من عادة افتنان صاحب المفتاح حيث (٢) قال في التّأكيد للتّقرير ، وههنا لزيادة التّقرير ، ومع هذا (٣) فلا يخلو عن نكتة لطيفة ، وهي الإيماء إلى أنّ الغرض من البدل هو أن يكون مقصودا بالنّسبة ، والتّقرير زيادة تحصل (٤) تبعا وضمنا بخلاف التّأكيد ، فإنّ الغرض منه نفس التّقرير والتّحقيق ، [نحو : جاءني أخوك زيد] في بدل الكلّ (٥) ،

______________________________________________________

(١) يمكن أن يكون جوابا عن سؤال مقدّر : وهو أنّه على التّقدير الأوّل أعني إضافة الزّيادة إلى التّقرير من قبيل إضافة المصدر إلى المعمول ، فالفرق بين البدل والتّوكيد واضح ، لأنّ التّوكيد للتّقرير ، والبدل لزيادة التّقرير ، لأنّ في البدل تقرير المتبوع ، وهو المبدل منه ، وتقرير الحكم أيضا لكونه بتكرير العامل ، وأمّا في التّأكيد ففيه تقرير المتبوع فقط ، وهو المؤكّد لا غير ، ولازم ذلك أنّ في البدل زيادة تقرير ليست في التّأكيد ، فلهذا قال في التّأكيد : «أمّا توكيده ، فللتّقرير» ، وفي البدل «فلزيادة التّقرير» وأمّا على التّقدير الثّاني أعني إضافة الزّيادة إلى التّقرير من قبيل الإضافة البيانيّة ، فلا فرق بينهما أصلا ، لأن المراد من الزّيادة هو نفس التّقرير عندئذ.

وحاصل الجواب : إنّ التّعبير بزيادة التّقرير إنّما هو من باب التّفنّن ، وهو عبارة عن التّعبير عن المعنى الواحد بعبارات مختلفة ، وقد أخذ المصنّف هذا من لفظ المفتاح.

(٢) علّة ال «افتنان» ، يعني قال صاحب المفتاح في التّأكيد للتّقرير ، وههنا لزيادة التّقرير مع أنّ المراد هو أمر واحد أعني التّقرير.

(٣) أي مع كون قول المصنّف «فلزيادة التّقرير» في البدل تفنّنا «لا يخلو عن نكتة لطيفة ، وهي الإيماء» أي الإشارة إلى أنّ البدل هو المقصود بالنّسبة ، أي والمبدل منه وصلة له ، وهذا الإيماء إنّما يحصل بذكر الزّيادة ، فإنّه يشعر بأنّ التّقرير ليس مقصودا من البدل بل أمر زائد على المقصود منه ، وذلك الإيماء إنّما يكون في الوجه الثّاني الّذي هو إضافة البيان ، وأمّا على الوجه الأوّل الّذي هو إضافة المصدر ، فلا يحصل الإيماء.

(٤) أي بحسب أصل الكلام ، وإلّا فهو المقصود بهذا الفنّ ، إذ هو إنّما يبحث عن المعنى الزّائد عن أصل الكلام ، وكيف كان يمكن أن يكون قوله : «فلزيادة التّقرير» لنكتة لا للافتنان فقط ، وتلك النّكتة هي الإيماء المذكور.

(٥) وهو الّذي يكون ذاته عين ذات المبدل منه ، وإن كان مفهوماهما متغايرين ، كما في

اسم الکتاب : دروس في البلاغة المؤلف : الشيخ محمدي البامياني    الجزء : 1  صفحة : 366
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست