من باب
الاستعارة مع ذكر الطّرفين وبعضهم (٢) لمّا لم يقف على مراد السّكّاكي بالاستعارة
بالكناية ، أجاب عن هذه الاعتراضات بما هو (٣) بريء عنه (٤) ، ورأينا تركه (٥)
أولى
(تعجبوا) من
العجب ، كفرس بمعنى إنكار ما يرد عليك (بلى) بالكسر مقصورا ، وبالفتح ممدودا بمعنى
اندراس الثّوب ، يقال : بلي الثّوب ، أي صار خلقا ومندرسا (غلالته) من الغلال
بالغين المعجمة ككتاب بمعنى الثّوب الرّقيق يلبس تحت الثّياب وتحت الدّرع أيضا ، و
(زرّ) بمعنى شدّ ، من زررت القميص إذا شدّدت أزراره عليه ، والأزرار جمع زرّ ،
كأثواب جمع ثوب. فمعنى العبارة : لا تعجبوا من بلى غلالة هذا المحبوب ، فإنّه قمر
وغلالته كتّان ، ومن خواصّ القمر أن يبلي الكتّان.
والشّاهد
فيه : إنّ السّكّاكي
قد صرّح بكونه من باب الاستعارة مع أنّ الطّرفين هما : القمر وضمير أزراره وغلالته
مذكوران ، فمن ذلك نعرف أنّ مطلق ذكر الطّرفين لا يكون عنده مانعا عن الحمل على
الاستعارة وإن كان عرّفها بأنّها أن يذكر أحد الطّرفين وأريد به الآخر.
(٢) أي
الخلخالي ، لمّا لم يطّلع على مراد السّكّاكي ، بل زعم أنّ مراده بها أن يذكر
المشبّه وأريد به المشبّه به الحقيقيّ كما اعتقده المصنّف.
(٣) أي
السّكّاكي.
(٤) أي الجواب.
(٥) أي الجواب
، أي رأينا عدم ذكره في المختصر أولى من ذكره ، ونحن أيضا نترك ما أجاب به
الخلخالي رعاية للاختصار ، ومن يريد الاطّلاع عليه ، فعليه الرّجوع إلى المطوّل.