على ما أشار إليه الإمام المرزوقي تهكّم واستهزاء ، كأنّه يرميه (١) بأنّ
فيه من الضّعف والجبن بحيث لو علم أنّ فيهم رماحا لما التفت لفت (٢) الكفاح (٣) ،
ولم تقو (٤) يده على حمل الرّماح على (٥) طريقة قوله : فقلت (٦) لمحرز لمّا
التقينا (٧) تنكّب (٨) ولا يقطّرك الزّحام (٩) يرميه (١٠) بأنّه لم يباشر الشّدائد
(١) أي كأنّ
الشّاعر يطعن ويعيب شقيقا وينسبه بأنّ فيه من الضّعف والجبن على درجة لو علم أنّ
في بني عمّه رماحا لما التفت لفت الكفاح ، أي لما انصرف إلى جانب المحاربة
والمقاتلة. وحاصل معنى العبارة : إنّ في البيت تهكّما من الشّاعر شقيق واستهزاء به
، وذلك لأنّ مثل هذه العبارة أعني قوله : «إنّ بني عمّك ...» إنّما تقال لمن
يستهزأ به لكونه لا قدرة له على الحرب ، بل عند سماعه به يخاف ولا يقدر على حمل
الرّماح ، ولا غيرها من آلات الحرب لجبنه وضعفه.
(٢) قوله : «لفت»
بمعنى الجانب.
(٣) بمعنى
المحاربة والمقاتلة والمعارضة للحرب.
(٤) أي لم تقدر
على حمل الرّماح.
(٥) الظّرف
إمّا متعلّق بقوله : «تهكّم واستهزاء» أو متعلّق بمحذوف صفة للتّهكّم ، أي في
البيت تهكّم آت على طريقة التهكّم في قوله ، أي قول أبي ثمامة البراء بن عازب
الأنصاري.
(٦) أي قال
الإمام المرزوقي «لمحرز» وهو اسم رجل من بني ضبة أو خبة ـ في بعض النسخ ـ.
(٧) أي وقت
المحاربة.
(٨) أي تبعّد
عن الطّريق لا يسقطك القتال ، أو بمعنى تجنّب مفعوله محذوف وهو القتال أو المقاتلين.
(٩) بجزم «يقطّرك»
، لأنّه وقع في جواب الأمر ، والتّقطير هو الإلقاء على الأرض على البطن أو على أحد
الجانبين ، والمراد منه في المقام الإلقاء على الأرض مطلقا ، و «الزّحام» مصدر
بمعنى المزاحمة ، والمراد منه في المقام مزاحمة الجيش بخيلها عند القتال. فمعنى
العبارة : فقلت لمحرز لما التقيناه في الحرب تنكّب القتال أو المقاتلين ، أي اعدل
عن طريقهم «لا يقطّرك الزّحام» أي لا يلقك على جانبيك ، أو على قفاك لضعف بنائك أي
بنيتك.