كالمنكر إذا لاح] أي ظهر [عليه] أي على غير المنكر [شيء من أمارات الإنكار
نحو : جاء شقيق] اسم رجل [عارضا رمحه] أي واضعا على العرض (١) فهو لا ينكر (٢) أنّ
في بني عمّه رماحا ، لكن مجيئه واضعا الرّمح على العرض من غير التفات وتهيّؤ أمارة
(٣) أنّه يعتقد أن لا رمح فيهم (٤) ، بل كلّهم عزل (٥) لا سلاح معهم فنزّل (٦)
منزلة المنكر وخوطب خطاب التفات (٧) بقوله : [إنّ بني عمّك فيهم رماح] مؤكّدا (٨)
بإنّ (٩) وفي البيت (١٠)
(١) أي جعله
وهو راكب على فخذيه ، بحيث كان عرض الرّمح إلى جهة الأعداء ، ولا ريب في أنّ وضع
الرّمح على هذه الهيئة أمارة على إنكار وجود السّلاح مع الأعداء ، بخلاف وضع
الرّمح على طوله بحيث يكون سنانه نحو الأعداء ، فإنّه علامة على التّصدّي للمحاربة
النّاشئ من الاعتقاد والاعتراف بوجود السّلاح معهم.
(٢) أي بل هو
عالم بذلك.
(٣) قوله : «أمارة»
خبر «لكنّ».
(٤) أي في بني
عمّه ، فكان شقيق معتقدا بأنّه لا رمح فيهم ، لأنّ الجائي للحرب لا يكون خاليّ
الذّهن عن تصوّر السّلاح للعدوّ المستلزم عادة لعدم وضع الرّمح عارضا على الفخذ.
(٥) جمع أعزل ،
وهو العاري عن السّلاح. وقوله : «لا سلاح ...» تفسير لل «عزل».
(٦) أي نزّل
شقيق «منزلة المنكر».
(٧) أي من
الغيبة إلى الخطاب.
(٨) حال من «خطاب»
في قوله : «خوطب خطاب التفات».
(٩) ولم يقل :
واسميّة الجملة ، لعدم كون المقام مقتضيا لدلالة الجملة الاسميّة على التّأكيد ،
وحيث إنّ الإنكار تنزيليّ لا واقع له فضلا عن كونه شديدا ، والجملة الاسميّة لا
تدلّ على التّأكيد ، إلّا في مقام شدّة الإنكار ونحوها.
(١٠) خبر مقدّم
و «تهكّم واستهزاء» مبتدأ مؤخّر. ومعنى العبارة : أنّ في البيت سخرية واستهزاء على
شقيق ، فالبيت على ما أشار إليه المرزوقي يدلّ على جبنه ، وقيل إنّ البيت يدلّ على
شجاعته. والمعنى : جاء شقيق مفتخرا بتعريض الرّمح واثقا بقوّته ، والقائل هو
الشّيخ عبد القاهر.