فمطابقة تلك النّسبة المفهومة من الكلام للنّسبة الّتي في الخارج بأن تكونا
ثبوتيّتين (١) أو سلبيّتين (٢) صدق وعدمها (٣) بأن تكون إحداهما ثبوتيّة والأخرى
سلبيّة (٤) كذب (٥) [وقيل (٦)] صدق الخبر [مطابقته لاعتقاد المخبر ولو كان (٧)]
ذلك الاعتقاد [خطأ (٨)] غير مطابق للواقع (٩) [و] كذب الخبر [عدمها] أي عدم
مطابقته لاعتقاد المخبر (١٠) ولو كان خطأ (١١) فقول القائل : السّماء تحتنا معتقدا
ذلك صدق ، وقوله : السّماء فوقنا غير معتقد لذلك كذب (١٢)
(٤) كما إذا قيل : (زيد قائم) ولم يحصل له قيام في الواقع ، أو قيل : (زيد ليس بقائم) وقد حصل له قيام في الواقع ، ففي المثال الأوّل النّسبة
الكلاميّة ثبوتيّة والنّسبة الواقعيّة سلبيّة ، وفي المثال الثّاني عكس ذلك.
(٥) خبر لقوله
: «وعدمها» أي عدم المطابقة كذب.
(٦) القائل هو
النّظّام ، وهو من قدماء المعتزلة.
(٧) كلمة «لو»
وصليّة وليست بشرطيّة.
(٨) أي فإذا
كان الاعتقاد صوابا ، فالخبر صادق بطريق أولى ، لتحقّق مطابقته للاعتقاد والواقع
معا.
(٩) بيان لل «خطأ».
(١٠) أي عدم
مطابقة الخبر ، أي النّسبة الكلاميّة للنّسبة المعتقدة للمخبر.
(١١) أي لو كان
اعتقاد المخبر خطأ وكان الخبر صوابا ومطابقا ، فيكون هذا الخبر عند النّظام كاذبا
لعدم كونه مطابقا لاعتقاد المخبر ولو كان مطابقا للواقع ، لأنّ الملاك في الكذب
عنده هو عدم مطابقة الخبر لاعتقاد المخبر.
(١٢) أي على
مذهب النظّام من تابعه مع أنّ الأوّل أعني قول القائل : (السّماء تحتنا) كذب قطعا
، والثّاني أي قول القائل : (السّماء فوقنا) صدق قطعا.