و ردّه أبو حيّان بأنّ القسم مع جوابه جواب الشرط، و لذا اقترن
بالفاء، لا أنّه محذوف، دلّ عليه جواب القسم.
«إلاإذا تقدّمها»أي القسم و الشرط «مايفتقر إلى الخبر»كالمبتدإ و الاسم في بابي كان و إنّ
و المفعول الأوّل في باب ظنّ، و الثاني في باب علم «فيكتفيبجواب الشرط»عن جواب القسم «مطلقا»، سواء تقدّم أو تأخّر تفضيلا له بلزوم الاستغناء بجوابه عن جواب القسم،
لأنّ سقوطه مخلّ بالجملة بخلافه، لأنّه لمجرّد التاكيد، نحو: زيد و اللّه إن يقم
أقم، و زيد إن تقم و اللّه أقم، فالجملة الشرطية هي الخبر و القسم تأكيد، و جوابه
محذوف، و قضيّة كلامه لزوم الاكتفاء بجواب الشرط و الحالة هذه، فلا يجوز إجابة
القسم حذف جواب الشرط، و هو ما صرّح به ابن مالك في التسهيل و الكافية.
و ذهب ابن عصفور و غيره إلى ترجيح إجابه الشرط دون اللزوم، و عليه جرى
ابن مالك في الخلاصة حيث قال [من الرجز]:
901-
و إن تواليا و قبل ذو خبر
فالشرط رجّح مطلقا بلا حذر
و إذا تقدّم القسم وحده، و ما يفتقر إلى الخبر أو الصلة جاز البناء
على أيّهما شئت، و إن بنيت على المفتقر إلى الخبر أو الصلة فجواب القسم محذوف
لدلالة الخبر و الصلة عليه، و إلا فهو و جوابه الخبر و الصلة نحو: زيد و اللّه
يقوم، و جاءني الّذي و اللّه يقوم، و زيد و اللّه ليقومنّ، و جاءني الّذي و اللّه
ليقومنّ.
تنبيهات:الأوّل:قضية إطلاق المصنّف أنّ الجواب للمتقدّم من الشرط و القسم مطلقا، و هو
مذهب الجمهور، كما نقله أبو حيّان، و فرق ابن مالك في التسهيل بين الشرط الامتناعي
و غيره، فأوجب جعل الجواب للامتناعي و إن تأخّر، كما في صورة تقدّم ما يفتقر إلى
الخبر نحو: و اللّه لو قام زيد لقمت، و و اللّه لو لا زيد لأتيتك، و جواب القسم
محذوف لدلالة جواب لو و لو لا عليه، قال [من الطويل]:
[1] - هو لامرأة من عقيل. اللغة: القيظ: شدّة
الحرّ، باديا: ظاهرا.
[2] - هو لقيس بن العيزارة: اللغة: أدبّ: أمشي مشيا
رويدا، المسالم: السلم.
اسم الکتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية المؤلف : المدني، عليخان بن احمد الجزء : 1 صفحة : 793