الثالث:اختلف في هذه الكلمات عند اجتماعها، هل كلّ منها توكيد لما قبله، أم
جميعها توكيد للمؤكّد الأوّل؟ قال الرضيّ، قال ابن برهان[4]: إذا قلت: جاءني القوم كلّهم أجمعون
اكتعون أبصعون أتبعون، كلّهم تأكيد للقوم، و أجمعون تاكيد لكلّهم، و كذا البواقي،
كلّ واحد منها توكيد لما قبله، و قال غيره: بل كلّها تأكيد للمؤكد الأوّل كالصفات
المتتالية، انتهى. قلت: و يفهم من كلام بعض النحاة قول ثالث، و هو أنّ أجمعين
توكيد لما قبله و ما بعده جمعه توكيد له.
الرابع:قال ابن هشام في شرح الملحة: يجوز أن يجمع بين جميع ألفاظ التوكيد في
تركيب واحد، و ذلك للمبالغة في التأكيد، و ما أظنّ العرب فاهت بجميع الجميع، و
إنّما هذا قياس من النّحويّين، انتهى. و قال في تذكرته نقلا عن ابن عصفور: إذا
اجتمعت ألفاظ التوكيد بدأت بالنفس و العين فأجمع و أكتع و أبصع و أبتع، و أنت
مخيّر بين أبصع و أبتع، فأيّهما شيءت قدّمته، فإن حذفت النفس، أتيت بما بعدها
مرتّبا، أو العين فكذلك، أو أجمع، لم تأت بأكتع و ما بعده، لأنّ ذلك توكيد لا جمع،
فلا يؤتى بدونها، انتهى.
و قال الرضيّ: المشهور أنّك إذا أردت ذكر أخوات أجمع وجب الابتداء
بأجمع، ثمّ تجئ بأخواته على هذا الترتيب أجمع أكتع أبصع، و لا خلاف أنّه لا يجوز
تأخير أجمع عن أخواته. و قال ابن كيسان: تبدأ بأيّهنّ شيءت بعد أجمع، انتهى.
الخامس:قال بعضهم: أخوات أجمع تابعة لها على معنى أنّها إذا أفردت دونها لم يكن
لها معنى، نحو: حسن بسن و شيطان ليطان، و الأكثرون على أنّ أكتع مأخوذ من
و لا يعلم قائله. اللغة: الذلفاء: أصله وصف لمؤنث الأذلف، و هو
مأخوذ من الذلف و هو صغر الأنف و استواء الأرنبة، ثمّ نقل إلى العلمية فسمّيت به
امرأة، و يجوز هنا أن يكون علما، و أن يكون باقيا على وصفيّته، حولا: عاما، أكتعا:
تاما.
[2] - أعشى ربيعة (85 ه/ 704 م): هو عبد اللّه بن
خارجة من شيبان، كان شديد التعصب لبني أميّة، و شعره فيهم صادق العاطفة. سهل
الاسلوب. تعصف فيه الغيرة على سلطانهم و الثورة على خصومهم. الجامع في تاريخ الأدب
العربي، 1/ 503.
[4] - عبد الواحد بن على بن عمر بن إسحاق بن
إبراهيم بن برهان، صاحب العربية و اللغة و التواريخ، و مات سنة 456 ه ق. بغية
الوعاة، 2/ 120.مدنى، عليخان بن احمد، الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية، 1جلد،
ذوي القربى - قم - ايران، چاپ: 1.
اسم الکتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية المؤلف : المدني، عليخان بن احمد الجزء : 1 صفحة : 551