responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية المؤلف : المدني، عليخان بن احمد    الجزء : 1  صفحة : 551

582- ...

تحملني الذّلفاء حولا أكتعا

« يا ليتني كنت صبيّا مرضعا»،

[1]

و قول أعشي ربيعة [2] [من الوافر]:

583- تولّوا بالدّوابر و اتّقونا

بنعمان بن زرعة أكتعينا [3]

و حمله المانعون على الضرورة.

الثالث: اختلف في هذه الكلمات عند اجتماعها، هل كلّ منها توكيد لما قبله، أم جميعها توكيد للمؤكّد الأوّل؟ قال الرضيّ، قال ابن برهان‌ [4]: إذا قلت: جاءني القوم كلّهم أجمعون اكتعون أبصعون أتبعون، كلّهم تأكيد للقوم، و أجمعون تاكيد لكلّهم، و كذا البواقي، كلّ واحد منها توكيد لما قبله، و قال غيره: بل كلّها تأكيد للمؤكد الأوّل كالصفات المتتالية، انتهى. قلت: و يفهم من كلام بعض النحاة قول ثالث، و هو أنّ أجمعين توكيد لما قبله و ما بعده جمعه توكيد له.

الرابع: قال ابن هشام في شرح الملحة: يجوز أن يجمع بين جميع ألفاظ التوكيد في تركيب واحد، و ذلك للمبالغة في التأكيد، و ما أظنّ العرب فاهت بجميع الجميع، و إنّما هذا قياس من النّحويّين، انتهى. و قال في تذكرته نقلا عن ابن عصفور: إذا اجتمعت ألفاظ التوكيد بدأت بالنفس و العين فأجمع و أكتع و أبصع و أبتع، و أنت مخيّر بين أبصع و أبتع، فأيّهما شي‌ءت قدّمته، فإن حذفت النفس، أتيت بما بعدها مرتّبا، أو العين فكذلك، أو أجمع، لم تأت بأكتع و ما بعده، لأنّ ذلك توكيد لا جمع، فلا يؤتى بدونها، انتهى.

و قال الرضيّ: المشهور أنّك إذا أردت ذكر أخوات أجمع وجب الابتداء بأجمع، ثمّ تجئ بأخواته على هذا الترتيب أجمع أكتع أبصع، و لا خلاف أنّه لا يجوز تأخير أجمع عن أخواته. و قال ابن كيسان: تبدأ بأيّهنّ شي‌ءت بعد أجمع، انتهى.

الخامس: قال بعضهم: أخوات أجمع تابعة لها على معنى أنّها إذا أفردت دونها لم يكن لها معنى، نحو: حسن بسن و شيطان ليطان، و الأكثرون على أنّ أكتع مأخوذ من‌


[1] - صدره‌

«يا ليتني كنت صبيّا مرضعا»،

 

و لا يعلم قائله. اللغة: الذلفاء: أصله وصف لمؤنث الأذلف، و هو مأخوذ من الذلف و هو صغر الأنف و استواء الأرنبة، ثمّ نقل إلى العلمية فسمّيت به امرأة، و يجوز هنا أن يكون علما، و أن يكون باقيا على وصفيّته، حولا: عاما، أكتعا: تاما.

[2] - أعشى ربيعة (85 ه/ 704 م): هو عبد اللّه بن خارجة من شيبان، كان شديد التعصب لبني أميّة، و شعره فيهم صادق العاطفة. سهل الاسلوب. تعصف فيه الغيرة على سلطانهم و الثورة على خصومهم. الجامع في تاريخ الأدب العربي، 1/ 503.

[3] - اللغة: الدوابر: جمع الدابر: آخر السهام.

[4] - عبد الواحد بن على بن عمر بن إسحاق بن إبراهيم بن برهان، صاحب العربية و اللغة و التواريخ، و مات سنة 456 ه ق. بغية الوعاة، 2/ 120.مدنى، عليخان بن احمد، الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية، 1جلد، ذوي القربى - قم - ايران، چاپ: 1.

اسم الکتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية المؤلف : المدني، عليخان بن احمد    الجزء : 1  صفحة : 551
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست