responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية المؤلف : المدني، عليخان بن احمد    الجزء : 1  صفحة : 416

و وجّهه في المغني بأنّ التزام الاسميّة مع إذا هذه أنّما للفرق بينهما و بين إذا الشرطية المختصّة بالفعلية، فإذا اقترنت بقد حصل الفرق بذلك، إذ لا تقترن الشرطيّة بها، و بنقل الأخفش المذكور، خطّأ أبو حيّان ابن مالك في تخطئة سيبويه في تجويزه الاشتغال في نحو:

خرجت فإذا زيد ضربه عمرو، قال: بل يحمل كلامه على هذه الصورة الخاصّة، و هي ما إذا اقترن الفعل بعدها بقد.

قال بعضهم: و على ذلك يحمل كلام ابن الحاجب أيضا في تجويزه الاشتغال بعدها، و على هذا فيكون المراد في قوله في باب الظروف، فيلزم المبتدأ بعدها اللزوم فيما إذا لم يكن بعدها قد، و بذلك يندفع تعجّب ابن هشام و تغليط بعض شرّاح الكافية من جهلة العجم له، كما يندفع على تقدير حمل اللزوم ثمّة على الغلبة، كما وقع لبعض الشّرّاح، أو على تقدير حمله على غير صورة الاشتغال، كما وقع لبعض آخر، و لقد تمثّلت على لسان ابن الحاجب عند وقوفي على تغليط هذا العجمي له بقول الشاعر [من الوافر]:

405- فلو أنّي بليت بهاشميّ‌

خوولته بنو عبد المدان‌

لهان على ما ألقى و لكن‌

تعالوا فانظروا بمن ابتلاني‌ [1]

و إنّما قال المصنّف كإذا لعدم انحصار ما لا يتلوه إلا اسم فيها.

قال ابن هشام في الجامع الصّغير [2]: و يجب الرفع في نحو: ليتما زيد أضربه، لامتناع الفعل، قال شارحه: و ذلك بناء على أنّ ليت إذا دخلت عليها ما الحرفيّة لا تزيلها عن الاختصاص بالجمل الاسميّة، فلو نصبت زيدا بفعل مضمر على الاشتغال لكنت قد أزلتها عن الاختصاص، و لو نصبته على إعمالها، و جعلت جملة" أضربه" خبرها جاز، و أجاز ابن أبي الربيع انتصابه على الاشتغال‌ [3]، كما في: إنّما زيدا أضربه بناء على زوال الاختصاص في المعنى، و الصواب انتصابه بليت، لأنّه لم يسمع ليتما قام زيد، كما سمع إنّما قام زيد، انتهى.

«أو فصل بينه» أي الاسم‌ « بين» العامل‌ «المشتغل» عنه‌ «ما له الصدر» أي صدر الكلام، لأنّه يمنع أن يعمل ما بعده فيما قبله لمنافاة ذلك الصدارة، و ذلك كالاستفهام و الشرط و العرض و التحضيض و إنّ و أخواتها سوى أنّ المفتوحة فلا صدارة، لكن لا يعمل ما بعدها فيما قبلها، لكونه حرفا مصدريّا و كألا للتمنّي و لام الابتداء و كم و ما و إن النافيتين، نحو: زيد هل رأيته، و زيد كم تضربه، و زيد إن ضربته ضربك، و


[1] - لم يسمّ قائلها، و جاء البيتان في مجمع الامثال في ضمن «لو ذات سوار لطمتني» اللغة: الخؤولة: جمع الخال.

[2] - الجامع الصغير في النحو لجمال الدين عبد اللّه بن يوسف بن هشام النحوي المتوفى سنة 763 ه. كشف الظنون 1/ 564.

[3] - سقطت جملة أجاز ابن أبي الربيع انتصابه على الاشتغال في «س».

اسم الکتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية المؤلف : المدني، عليخان بن احمد    الجزء : 1  صفحة : 416
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست