responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية المؤلف : المدني، عليخان بن احمد    الجزء : 1  صفحة : 350

يبلغ درجة التعريف، فإنّ غلام رجل أخصّ من غلام، و لكنّه لم يتميّز بعينه كما تميّز زيد، قاله في المغني.

و قال البدر الدمامينيّ في شرحه: فيه نظر، فإنّ مقتضاه أنّه لو أطلق التخصيص، و لم يرد به ما ذكره لدخل فيه التعريف، و ليس كذلك، فإنّ التخصيص في عرفهم تقليل الاشتراك العارض في النكرة، نحو: رجل صالح، فهذا فيه تخصيص بخلاف زيد، فإنّه في اصطلاحهم معرفة، و لا يقال له: مخصّص، انتهى.

و بهذا يدفع كلام أبي حيّان حيث قال: تقسيم النّحويّين الإضافة إلى التخصيص و التعريف ليس بصحيح، لأنّه من جعل القسم قسيما لأنّ التعريف يخصّص، و هو قسم منه لا قسيم له، و الإضافة إنّما تفيد التخصيص، لكنّ أقوي مراتبه التعريف، فإن أضيف إلى معرفة اكتسب التخصيص التامّ، انتهى.

تنبيهات: الأوّل: أستفيد من كلام المصنّف هنا شيئان، أحدهما أنّ الاضافة المعنويّة لا تجامع التعريف، بل شرطها تجرّد المضاف منه غالبا، لأنّ الأهمّ من الإضافة للمعرفة تعريف المضاف، و هو حاصل للمعرفة، فيكون تحصيلا للحاصل، بل متى أريد إضافة المعرّف فإن كان بأل حذفت منه، أو بالعلميّة نكّر بأن يجعل واحدا من الجملة، فلا يقال: الغلام زيد و لا زيدكم، إلا حذفت أل من الأوّل و قدّر الشياع‌ [1]في الثاني، و لذلك امتنعت إضافة المضمرات و المبهمات لتعذّر تقدير تنكيرها.

الثاني: أنّ المقصود لذاته هو المضاف، فالصفة في قولك: جاء غلام زيد الظريف له لا للمضاف إليه إلا بدليل، لأنّ المضاف إليه إنّما جئ به لغرض التعريف أو التخصيص، و لم يؤت به لذاته، و قد يكون الأمر بالعكس، نحو: كلّ فتى يتّقي فائز، فالصفة في ذلك للمضاف إليه، لأنّ المضاف إنّما جئ به لقصد التعميم لا لحكم عليه، و لذلك ضعف قوله [من الوافر]:

304- و كلّ أخ مفارقه أخوه‌

لعمر أبيك إلا الفرقدان‌ [2]

ذكره في المغني.

التنبيه الثاني: يستثنى من إفادة الإضافة التعريف للمضاف مع المعرفة مضافان، فإنّهما يتخصّصان و لا يتعرّفان: أحدهما ما لا يقبل التعريف كغير و مثل و حسب، إذا أريد بها مطلق المغايرة و المماثلة و الكفاية، كمررت برجل غيرك أو مثلك، أو حسبك من رجل،


[1] - أي نكّر الاسم ثمّ أدخلت عليه أل، أو إذا أضيف العلم نكّر- مغني اللبيب ص 75. و يمكن القول إن العلم إذا أضيف، أضيف الموصوف إلى القائم مقام الوصف يعني في الأصل زيد صاحبكم، ثمّ حذفت الصفة.

موسوعة النحو و الصرف، إميل بديع يعقوب، ص 97.

[2] - البيت لعمرو بن معديكرب. اللغة: الفرقدان: نجمان قريبان من القطب.مدنى، عليخان بن احمد، الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية، 1جلد، ذوي القربى - قم - ايران، چاپ: 1.

اسم الکتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية المؤلف : المدني، عليخان بن احمد    الجزء : 1  صفحة : 350
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست