اسم الکتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية المؤلف : المدني، عليخان بن احمد الجزء : 1 صفحة : 349
و منه قوله: هذا حيّ زيد أي زيد، و سمع الأخفش أعرابيّا يقول: عائبا
الأبيات قالهنّ شاعر يسمّي رياح قالهن حيّ رياح. و إضافة المعتبر إلى الملغي الّذي
لا يعتدّ به إلا كالاعتداد بالحرف الزائد للتاكيد كقول الحطيئة [من الطويل]:
الصورة الثانية:ما المضاف فيها صفة، لكنّ المضاف إليه ليس معمولا لها، و ذلك كاسم
التفضيل، نحو: أفضل اليوم على الأصحّ، و الوصف الّذي لم يرد به الحال و الاستقبال
كما في خالق السموات و مصارع مصر، لأنّه لا يعمل، فالمضاف إليه في ذلك ليس معمولا
له فإضافته معنويّة.
الصورة الثالثة:أن يكون المضاف إليه معمولا للمضاف قبل الإضافة، لكن ليس المضاف صفة،
و ذلك كالمصدر المضاف لمرفوعه أو منصوبه كضرب الأمير و أكل الخبر على الأصحّ.
تنبيه:المشهور تقسيم الإضافة إلى هذين القسمين. أعني اللفظيّة، تسمّى غير
محضة، و المعنويّة، و تسمّى المحضة كما مرّ، و أثبت ابن مالك في التسهيل قسما
ثالثا سمّاه شبيها بالمحضة و واسطة، و هو إضافة المسمّى إلى الاسم، و الاسم إلى
الصفة و عكسه، و الموصوف إلى القائم مقام وصفه، و الموكّد إلى الموكّد و الملغي
إلى المعتبر و عكسه، و قد مرّ آنفا أنّ الإضافة في ذلك كلّه داخلة في المحضة.
و ذهب قوم إلى أنّها غير محضة، لأنّها في تقدير الانفصال من حيث إنّ
المعنى لا يصحّ إلا بتكلّف خروجه عن الظاهر، و ابن مالك جعلها واسطة بينهما، لأنّ
لها اعتبارين:
أحدهما من جهة الانفصال المذكور، و الثاني من جهة الاتّصال من حيث
إنّه لا ضمير فاصل بين المضاف و المضاف إليه، كما كان في نحو ضارب زيد، قال أبو
حيّان: و لا أعلم له سلفا في ذلك.
«تفيد»الإضافة المعنويّة «تعريفا» للمضاف «مع» المضاف إليه «المعرفة» كغلام
زيد و عبد هذا و ضارب زيد أمس، و زيد أفضل الناس، «» تفيد «تخصيصا» للمضاف «مع» المضاف إليه «النكرة»، نحو: غلام رجل، و المراد بالتخصيص الّذي لم
[1] - اللغة: عوّا: مترل من منازل القمر، السماك:
كلّ ما سمك، حائطا كان أو سقفا.