responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تزكية النفس المؤلف : الحائري، السيد كاظم    الجزء : 1  صفحة : 424

المقصود توبة الله عليه)، ومَنْ أُعطي الشكر لم يحرم الزيادة، ومن أُعطي الصبر لم يحرم الأجر»[1].

ووجوب شكر المنعم وجوب عقليّ قبل أن يكون وارداً من الشرع، حتّى بالنسبة للمنعم المخلوق الذي لم يكن إلاّ واسطة فيض من قبل الخالق وكان المنعم الحقيقي هو الخالق تبارك وتعالى.

وفي الحديث عن عمّار الدُهني قال : «سمعت عليَّ بن الحسين يقول : إنّ الله يحبّ كلَّ قلب حزين، ويحبّ كلَّ عبد شكور. يقول الله تبارك وتعالى لعبد من عبيده يوم القيامة : أشكرت فلاناً ؟ فيقول : بل شكرتك يا ربّ، فيقول : لم تشكرني إذ لم تشكره. ثُمّ قال : أشكركم لله أشكركم للناس»[2].

وعن الرضا : «مَنْ لم يشكر المنعم من المخلوقين لم يشكر الله عزّوجلّ»[3].

وحقيقة الشكر مكافأة المنعم عن نعمته، وذلك إمّا ببذل نعمة له كالمال أو ـ في الأقلّ ـ الثناء والحمد لله. وأقلّ المراتب بعرفان النعمة بالقلب وبحبّه إيّاه.

وعن الباقر عن أبيه، عن جدّه قال : «قال عليّ : حقٌ على من أُنعم عليه أن يحسن مكافأة المنعم، فإن قصر عن ذلك وسعه فعليه أن يحسن الثناء، فإن كلَّ عن ذلك لسانه فعليه معرفة النعمة ومحبّة المنعم بها، فإن قصر عن ذلك فليس للنعمة بأهل»[4].

فإذا وجب شكر المنعم المخلوق الذي لم يكن في واقع الأمر إلاّ واسطة لفيض



[1] البحار 71 / 44.
[2] المصدر السابق : ص 38.
[3] المصدر السابق : ص 44.
[4] المصدر السابق : ص 50.
اسم الکتاب : تزكية النفس المؤلف : الحائري، السيد كاظم    الجزء : 1  صفحة : 424
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست